ربي …أريد أن أُحبَّك قبل أن أطير وأرتمي في حضنك،
ولكن كيف أعيش معك وبأي أسلوب أُناجيك إلاَّ إذا كنت من الآن أُحبّك؟!
لقد أحببت العالم فلم يُشبعني، المادة فلم تروني، الناس فلم تملأ قلبي،
وأخيراً عدت بعد أن تعبت من الجري وراء سراب خادع ووهم كاذب..
عدت إليك وأنا أحمل مرارة الاختبار القائل: باطل الأباطيل الكل باطل
وقبض الريح،فهل تقبلني عصفور صغيراً يخلب بتغريده مسمعك؟!
في عمق الصحراء عشت وحدي، وقد صار قلبي صخرة جافة،
ولكن وسط الصحراء كنت ترعاني وها أنا إلى الآن لازلت حي،
فمد يدك إلىّ،و أصعدني دوماً من وحل الأرض، ولا تدع ضباب
العالم يحجب سماء حُبّك عني، أو رياح الشـر تُحرّك المياه
الساكنة التي يتحرّك فيها زورق حياتي! سوف ألقى أزهاري
لأُعطّر بأطيابها عرشك الأقدس، فاجمع ورودي المنثورة وقدّسها
بين يديك الطاهرتين، وألقها على مذبح الحُب، لكي تفوح رائحتها
أمام عرش مجدك! إسمح لي أن أُحدّق في شمسك النورانية، لا لكي
أحترق بل لأستدفئ بأشعة حُبّك، حتى أطرد برودة العالم من قلبي
من الآن لا أخاف الهواء ولا المطر، وإذا أتت سُحب كثيفة تحجب كوكب
الحُب عني سأفرح ولن أفقد ثقتي في حُبّك، لأنّي أعلم أنَّ وراء السحب لا
تزال شمسك مضيئة وستسطع بعد قليل لتبددها بأشعتها الذهبية! أعلم أنّك
تُحِبّني وأنا أُريد أن أكون بقلبي قريباً من عرش حُبّك. فاسمح لي أن أُترجم
أشواقي ومشاعري، وأكتب للنفوس التائهة أسرار حُبّك الأقدس، حتى يأتوا
إليك، ويتمتَّعوا بحُبّك مثلي! آميــــن