منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مواضيع وتأملات روحية مسيحية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=46)
-   -   زمن الحب (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=457291)

walaa farouk 23 - 10 - 2016 04:36 PM

زمن الحب
 
لم يستردّها فقط بل أحبها ..!
وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ أَيْضًا أَحْبِبِ امْرَأَةً حَبِيبَةَ صَاحِبٍ وَزَانِيَةً، كَمَحَبَّةِ الرَّبِّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مُلْتَفِتُونَ إِلَى آلِهَةٍ أُخْرَى وَمُحِبُّونَ لأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ»(هوشع 3: 1)

يبدو طلب الله للوهلة الأولى طلب غريب ربما مُنفَّر .. بأن يطلب الله من نبيه هوشع بعد أن تبيَّن له بعد طول الوقت أنَّ زوجته غير مخلصة .. أن يسعى وراءها بعد أن زنت ليأخذها لنفسه مرة أخرى زوجة شرعية!.. يدخل هوشع في مأساة بيتية بسبب أن الله طلب منه استرداد زوجته على الرغم من كلِّ شرَّها وخطيتها التي جرفتها لتصير جارية رُجل آخر .. فزوجته جومر صارت خائنة له ورحَّبت بمُحبّين آخرين مع أنه أحبها محبة غالية .. حتَّى إن بعض الأولاد الذين ولدتهم ليسوا منه على ما يبدو! .. فلا عجب أن يدعى هوشع نبيَّ القلب الحزين .. إلا أن الله قد رتَّب أن يكون هذا الاختبار الشاق – خذ لنفسك امرأة زنى – واسطة لإعلان محبته لشعبه غير الأمين إسرائيل .. هنا الاستخدام الرمزي من قبل الله لحياة نبيه العائلية مرآة لعلاقاته الخاصة مع شعبه .. فمحبة الله جعلته يدخل مع شعبه في زيجة روحية لا يقبل أبدًا أن تنقطع ..!

عروسة شرعية بمهر جديد ..!

قسوة الطلب الذي طلبه الله من هوشع أن يحب امرأة زانية بل وحبيبة رجل آخر .. يصوّر مدى الجحود والخيانة والتردّي الذي مارسه شعب إسرائيل تجاه الله بأن يطلب آلهة أخرى دون الله! .. وفي المقابل نجد الله يجري ويلهث وراء شعبه إسرائيل بمحبة فائقة غير مكترث بقلبه الممزّق المهان ليسترده ويطلبه مرة أخرى عروسة شرعية له وكأنها عذراء فراح يقدم لها مهرًا جديدًا “أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب.” (هوشع 2: 20) .. فهو يعلم بماضيها المخزّي لكنه لا يصرّح به حتى لا يخسرها ثانية .. فكيف يخسرها وهو الذي يدّخر لها محبة عظيمة ظلت على حالها .. محبة جعلته يربحها آخيرًا إذ أعادها إلى قلبه وبيته .. الله صوّر نفسه برجل تخونه زوجته فيسعى بكل حب ليستردّها بل ويترجّاها أن تعود “لكن هأنذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية وألاطفها“ (هوشع 2: 14) .. فأي رجل يقبل على نفسه هذا مثلما قبل الله على نفسه “فإن كنت أنا أبا فاين كرامتي وإن كنت سيدا فأين هيبتي” (ملاخي 1: 6) .. أي محبة هذه التي تضيع معها الكرامة والعهد والثقة ..!

محبة أبدية أحبيتك ..!

لا بُد من أن الأمر الذي أمر به الله هوشع هو “أحبب امرأة” .. يعني المرأة عينها ولا بديل عنها .. فلا يؤمَر النبي أن يسترّد زوجته فحسب بل أيضًا أن يحبها .. هذا هو حال الله معنا .. برغم سقوطنا وزيغّانا عنه وراء شهواتنا وخطايانا ومحبتنا لكل الأمور العالمية فكم من أصنام في حياتنا ينبغي أن نحطّمها فلا نقدر! .. نعبد آلهة أخرى دونه ولكنه يسعى وراءنا كل يوم غير مبالي بشيء سوى بخلاصنا .. يدلّلنا ويلاطفنا ويلهث وراءنا بكل رقة وحنو غير مكترث بكرامته ومهابته كسيد يسعى في طلب الضال .. فأي كرامة لإله مُدلّى من على خشبة الصليب يهزأ به العالم كله لأجل سذاجته وتضحيته بنفسه .. أي مهابة لسيد قد تعرى وتجرد .. كل هذا لأجل محبته لنا .. فخلاصنا مسئوليته كعريس للنفس البشرية.. خلاصه لم يتوقف فقط عند خشبة الصليب .. فكل يوم هو مشروع لخلاصنا يسعى وراءنا مهما تردّى حالنا .. مهما انحدرنا وانزلقنا .. فخطايانا مهما تعاظمت لا تستعصي على صليبه وعلى حبه المتجدد كل يوم لأن محبة أبدية أحببنا لذلك أدام لنا الرحمة ..!

“ فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي.” (حزقيال 16: 8)


Rena Jesus 23 - 10 - 2016 05:04 PM

رد: زمن الحب
 
ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك

Mary Naeem 24 - 10 - 2016 03:28 PM

رد: زمن الحب
 
ربنا يبارك حياتك

walaa farouk 24 - 10 - 2016 04:56 PM

رد: زمن الحب
 
رينا
مارى
ميرسي كتير على مروركم الغالى


الساعة الآن 01:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025