منتدى الفرح المسيحى - صدّقنا اننا لسه صُحاب...(ما تخلوش المحبه تبرد)

هو انا مش عارفة ايه اللي حصل وامتى تحديداً!
بس في الآخر مابقناش زى الأول، أو تحديداً "مابقناش"
صديقتي المقربة مابقتش مقرّبة،
مابقتش أول حد اتصل بيها لما افرح أو ازعل،
مابقتش بحفظ تفاصيل اليوم علشان احكيلها،
مابقتش اشوفها زى الأول، أو مابقتش اشوفها أصلاً.

تدريجياً، غابت كل التفاصيل من غير زعل.
من غير ما حد فينا يقف عندها ويديها قدرها من الحزن.
من غير خناق ومن غير عتاب.
تدريجياً اتبدّلنا، مقامها بقى فيه ناس غيرها،
وفضلت احكيلهم عنها كتير لحد ما بطّلت..
لإن مابقاش فيه جديد احكيه.

بطّلنا نتعاتب على طول الغياب،
وتصالحنا مع فكرة الظروف والمسافات اللي عمرنا ما آمنا بيها.
الكلام بقى بينا "ماسخ" وعام وعادي.. أوي!

مابقاش فيه تفاصيل مشتركة ولا نظرات ولا ضحك احنا بس اللي فاهمينه.
بقى فيه مابينا مساحات واسعة في طريقة التفكير والاهتمامات ودايرة المعارف والصُحاب.

بقت بعيدة جداً رغم قُربها، اللي بيحصل نادراً.
بقت صورة في مناسبات، ومكالمة عابرة،
وصورة قديمة متعلّقة على الحيطة كل التفاصيل فيها متبدّلة.

رغم ان فكرة بُعدها زمان بالنسبالي كانت مُرعبة،
وكنت ممكن أعيط بمجرد ما اتخيل كده..
إلا انها بعدت، وأنا بعدت بهدوء وبسلام وبطيب خاطر مننا احنا الاتنين.

لإن التدريج ده ممل، النهايات الطويلة بتاخد مننا كتير لحد مابنسلّم،
الحزن المتوزّع بيضعف من النهاية الحقيقية،
بطئ الفراق بيهوّن، طول الغياب بيعوّد ..

وفي الآخر ومن غير أى معافرة،
ارتضينا وجودنا في الهوامش وصدّقنا اننا لسه صُحاب.
معرفش ايه اللي حصل..
بس تدريجياً "مابقناش"،
تدريجياً لقتني لوحدي وفقدت صديقتي المقرّبة..

فبلاش تبقوا زى وتعملوا كده امسكوا فيهم ما تخلوش المحبه تبرد