منتدى الفرح المسيحى - الخطايا الصغيرة

الخطايا الصغيرة
======

ما من إنسان إلاَّ وعانى من خطايا كثيرة
ظهرتْ في البداية أنَّها صغيرة، ولكنَّها أدتْ في النهاية إلى نتائج مفزعة.

هذا وقد ذكر لنا الكتاب المقدس أمثلة كثيرة
توضّح لنا خطورة الأشياء الصغيرة.

فقايين قاده الحسد إلى قتل أخيه البار هابيل
بعدما قبل الله ذبيحة هابيل ورفض تقدمة قايين!

وامرأة لوط بسبب نظرة شريرة لسدوم
تحوّلتْ إلى عمود ملح.

وأيوب الصديق سقط في خطية البر الذاتي
فظل الله يُنقيه بالتجربة.

والابن الأكبر بسبب المجد الباطل وحُب النفس
حزن عندما احتفل أبوه بعودة ابنه الضال.

وممسكوا المرأة الخاطئة
بسبب الرياء قد قسوا عليها وشهَّروا بها.

والشاب الغنيّ أحب المال فترك المسيح.

قايين (الحسد)

لو قتل قايين الحسد لَمَا جرّه لقتل أخيه البار

ثمَّ إلى اليأس ، وأخيراً إلى الهلاك الأبديّ !!

بهذه العبارة البليغة استطاع أحد الآباء أن يصف لنا
مأساة قايين، أقول مأساة ليس لأنَّه قتل أخاه البار
وابتدع أبشع وسيلة للقضاء على البشر فقط
بل لكي نؤكد أيضاً خطورة الثعلب الصغير الذي أفسد كرمه
ولا زال حتى الآن يفسد كروم الكثيرين!

وما يُقال على قايين وعيسو
يُقال أيضاً على أولاد يعقوب
الذين حسدوا أخاهم يوسف الصديق
بعدما صار موضع حُب أبيه، وباعوه كعبد للإسماعيليين
وأولئك باعوه لفوطيفار فرعون ملك مصر

وشاول الملك قد حقد على داود النبي
بعد أن قتل جُليات الجبَّار الذي كان يُعيّر الشعب!!
فهل هذا هو جزاء من نزع العارعن بنى إسرائيل؟!

لوأنَّ شاول قد طبّق الشريعة التي تقول:
" العَدْل العَدْل تَتَّبِعُ لِكَيْ تَحْيَا " (تث10:16)
لتنازل لداود عن المُلك، أو جعله ثاني رجل في المملكة بعده
كما فعل من قبله فرعون الوثنيّ مع يوسف الصديق في مصر
مع أنَّ يوسف لم يكن من شعبه، أو زوج ابنته مثل داود الذي تزوّج ميكال ابنة شاول!

وهكذا يحيا الحسود في حالة شديدة من القلق والاضطراب
خوفاً من أن يُحرَم من شيء أو يفوته شيء
ولأنَّه منشغل دائماً بذاته بصورة خاطئة .