https://upload.chjoy.com/uploads/145885825771.jpg
جندى كان محبا للسيدة العذراء يتشفع بها فى كل حين . كان قد عاش سنوات عمره الأولى فى أحد مراكز الصعيد و كانت جدته لأمه امرأة قديسة مشهود لها من الجميع . هذه ربته و سلمته حياة الإيمان و الإتكال على الله ، فشب على ما إستلمه ، و فوق كل هذا كان قد تعلق قلبه بحب
الطهارة و حياة القداسة فكان كثير التوسل إلى الأم العذراء أن تحفظه فى حياة القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب . و بعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية ، و بعدما تخرج فيها قضى مدة التجنيد التى أمتدت إلى أربع سنوات بسبب ظروف الحرب . و فى أثناء حرب 73 بعد الثغرة التى حوصر فيها الجيش الثالث الميدانى ، و كان ضضمن المجموعة التى يقيم معها ضابط برتبة صغيرة ، كان متعصبا يبغضة بغضة شديدة ، فأوغر صدر الجماعة كلها ضد هذا الأخ فصار شبه منبوذ فى وسطهم . و لكنه كان صبورا محتملا يتشفع
. بالعذراء القديسة أن تسنده ، و يصلى كل حين إلى الله حاسبا عار المسيح إنه غنى جزيل قام فى منتصف إحدى الليالى من نومه فوجد الخيمة خالية من الناس ، و المخابىء حولها ليس فيها ساكن - أين المجموعة كلها ؟ نادى بصوت خفيف فلا من مجيب .. على صوته حتى صار يصرخ .. لا أحد !
لابد أنه جاءهم أمر بالأنسحاب من هذا الموقع و لكن إلى أين ؟ لا يدرى فى أى إتجاه ذهبوا . أخذ بعض الضروريات التى إستطاع أن يراها فى الظلام ، و مضى لعله يلحق بهم .
لقد تعمدوا إلا يوقظوه من النوم ، و سوف يُهاجم هذا الموقع خلال ساعات فتكون النهاية . جرى فى إتجاه لا يعرف إلى أين يوصله ، فالصحراء فى الليل فيها جميع الإتجاهات متساوية . سار طوال الليل و جزءا كبيرا من النهار و أخيرا عثر على مجموعة أخرى و قد أعياه التعب . سلم نفسه
لقائد الوحدة ، فسأله : من أنت و كيف أتيت إلى هنا ؟ فلما عرفه بما جرى له ، قال له القائد : إن نجاتك هذه معجزة ، لقد أدرك العدو مجموعتك فى إنسحابها و أبيدت عن آخرها . فقال فى . " نفسه قول يوسف العفيف لأخوته : " أنتم قصدتم بى شرا و الرب قصد به خيرا

قصة جميلة جدااا

ربنا يباركك ويفرحك ولاء