![]() |
أنت مدعو إلى فوق رغم التجارب
أنت مدعو إلى فوق رغم التجارب الله خلقنا فى حاله البراءه – الشر نتج من حريه الاراده .. كل الجواهر الروحانية، أى الملائكة والنفوس البشرية والشياطين – كل هؤلاء قد خلقهم الخالق فى حاله البراءة والبساطة التامة ، أما كون البعض منهم قد تحولوا إلى الشر فهذا ناتج عن حرية إرادتهم . فباختيارهم حادوا عن طريق التفكيرالسليم . وأن قلنا أن الاشرار ، هكذا خلقهم الله أشراراً ، فأننا بذلك نجعل الله قاضياً ظالماً بإرسال الشيطان إلى النار - تلاحم الخطيه بالنفس : أن النفس حينما تثأر فأنها تتنجس ، وتختلط بالشر ، ويصير الشيطان واحداً مع النفس ، كروحين متفقين فى فعل الزنا مثلاً أو فعل القتل لهذا السبب ” فالذى يلتصق بزانيه هو جسد واحد ” ( 1 كو 6 : 6 ) ، ولكن فى لحظه أخرى تكون النفس قائمه بذاتها تائبه عما فعلته من خطية ، وتبكى وتصلى وتتذكر الله ، لأنه لو كانت النفس غارقه دائما فى الشر فكيف يمكنها أن تفعل ذلك ؟ إذ أن الشيطان لا يريد أبداً أن يقبل الناس إلى التوبه ، لأنه خال من كل رحمة أو شفقة. - شركه الروح القدس مع النفس الزوجة بأتفاقها مع زوجها تصير واحداً معه ، ولكنها فى لحظة أخرى يفترقان ، لأنه قد يحدث أن أحدهما يموت والأخر يعيش ، فيصيران روحاً واحداً ” لأن من التصق بالرب فهو روح واحد ” ( 1 كو 6 : 17 ) – وهذا الأمر يحدث عندما يمتلئ الانسان بالنعمه فتحيطه من كل ناحية. يوجد البعض من الذين حصَّلوا على تذوق الله ، ولكنهم لا يزالون خاضعين لتأثير العدو ، وهم يستغربون بسبب نقص خبرتهم ، أنه بعد افتقاد الله لهم بالنعمه فأنهم لا يزالون معرضين للتشكيك فى اسرار الايمان المسيحى ، وأما أولئك الذين نضجوا فلا يستغربون هذا الامر . وحينما تقع النفس فى تجارب متنوعة “تقع النفس فى تجارب متنوعة” ( يع 1 : 2 ) فهى لا تعتبره أمراً غريباً من ناحية، ومن الناحية الأخرى لا تيأس لأنها تعلم أن التجارب تأتى بسماح لأجل أمتحانها وتهذيبها بالشر الذى يقابلها .. أن الشمس التى هى جسم مخلوق تضئ فى الاماكن ذات الرائحة الكريهة، حيث يوجد الوحل والقاذورات ، دون أن تصاب الشمس بأى أذى أو نجاسه .. فكم بالحرى جداً يحتفظ الروح القدس النقى بشركته مع النفس ، حينما تكون تحت تأثير من الشرير ، دون أن يصيبة ( أى الروح القدس ) أى شئ من الشرير . ” والنور يضئ فى الظلمه والظلمه لا تدركه ” ( يو5:1) . الرجاء الثابت وعدم اليأس : حينما يكون الانسان فى عمق ( الروح ) – وهو غنى بالنعمة، لا يزال فيه بقية من الشر موجودة معه فمثلا حينما يكون الانسان فى الشدائد وتثور عليه موجات الخطيه والأهواء فلا ينبغى أن ييأس ، لأن اليأس يجعل الخطية تزدهر وتجد فرصة أكثر للتملك على الأنسان – ولكن حينما يكون للإنسان ( رجاء مستمر وثابت فى الله ) ، فأن الخطية تتناقص وتذوى وتجف . وأن النعمة تجفف الشهوه سواء كانت من العدو الشرير ، أو من الطبيعة ( أى طبيعتهم البشريه ) فأن رجال الله الأن أعظم من أدم الأول …. الله فى كل مكان : أن الله غير محدود ، وغير مدرك ، وهو يُظهر نفسه فى كل مكان ، فى الجبال ، وفى البحر، وفى الاعماق ، ولكن دون أن ينتقل من مكان إلى أخر مثل الملائكة الذين ينزلون من السماء إلى الأرض. فهو فى السماء وهو هنا فى الارض … ولكنك ستقول لى: ” كيف يمكن أن يكون الله فى الجحيم ؟ أو كيف يمكن أن يكون فى الظلمة، أو فى الشيطان، أو فى الاماكن الفاسدة؟!!! فأجيبك أن الله غير قابل للتأثر بالشر ويحوى كل الاشياء ، لأنه غير محدود وأما الشيطان الذى هو خليقة الله ، فهو مُقيد ، أما طبيعه الصلاح ( الله ) فلا تؤثر فيه النجاسه أو تلوثها ، كما أن الظلمه لا تستطيع أن تجعله مظلماً . والله يلزم أن يكون فى كل مكان ، ولكن اللاهوت له طبيعه ساميه ونقيه جداً حتى أن الظلمه لا تستطيع أن تدركه أو تفهمه ، ولا يستطيع الشرير أن يشترك فى نقاوته رغم أنه موجود فيه ولا يستطيع أن يصيبة بأى أذى …. لنحول أفكارنا إلى المسيح :- نحن البشر- فابالنسبه لنا فالشر حقيقى لأنه يسكن فى القلب ويعمل فيه ، إذ أنه يوحى بالافكار الشريرة والنجسة، ولا يدعنا نصلى بنقاوة بل يجذب عقولنا إلى العبوديه لهذا العالم . وقد جعل النفوس ملبساً له وتغلغل حتى إلى عظامنا ولمسها مع أعضائنا . فكما أن الشيطان موجود فى الهواء ، وكما أن الله موجود هناك فأن الله لا يصاب بأى أذى نتيجه وجوده مع الشيطان فى الهواء وهكذا فأن الخطية موجودة فى النفس ونعمة الله موجوده فيها كذلك دون أن تصاب نعمه الله بأى أذى . هكذا يجب علينا أن نحول أفكارنا إلى سيدنا المسيح ونكشفها له ، وهو الذى يعرف القلب وليكن فى داخلنا رجاء وثقه أنه هو ” مجدى ” وهو ” أبى ” وهو ” غناى ” … ينبغى أن يكون لك فى قلبك حرص ومخافة، وحتى إذا لم يكن الانسان حاصلاً على نعمه الله ، مغروسة وثابتة فيه بشدة حتى أنها تقوده وتوقظه وتحثه على الأشياء الصالحه ليلاً ونهاراً وبلا انقطاع ، فعلى الأقل ينبغى أن يكون له الحرص والخوف ، والأجتهاد وانسحاق القلب ، ثابتة فيه باستمرار كأنها حقيقة طبيعية غير متغيرة؟ النعمه تنشئ المحبه الإلهيه وتغير القلوب :- وأولئك الذين يريدون ان يصنعوا أوانى ، ويصوروا فيها صور حيوانات ، فإنهم يصنعون تصميمهم أولاً على الشمع ( قالب ) ، ثم يصبون المعدن على القالب . وهكذا يكتمل العمل على حسب التصميم الموضوع أصلاً . هكذا الخطية رغم أنها ليس لها جسد ، ولكن لها صورة، وهى تتخذ أشكالاً كثيرة،وأيضا فأن الإنسان الباطن فأن له صوره وله شكل ( مثل واحد من هذه الحيوانات التى ترسم ) فأنه له صوره وله شكل لان الانسان الباطن هو على مثال الانسان الخارجى وما أعظم هذا الاناء وما أثمنه إذ هو الإناء الوحيد الذى سر الرب به من بين جميع المخلوقات . وأفكار النفس الصالحة هى كحجارة ثمينة ودرر ، وأما الافكار النجسة فهى مملوءة ” عظام أموات وكل نجاسه ورائحة رديئة” ( مت 23 : 27 ) من هم المسيحيون بالحق .؟ فالمسيحيون إذن هم من عالم أخر ، وهم : أ- أولاد أدم السماوى . ب - جنس جديد . جـ - أولاد الروح القدس . د – وأخوه المسيحيين المضيئين ( مثل أبيهم أدم السماوى المضئ ) هـ – وهم من تلك المدينه ، ومن ذلك النسب ومن تلك القوه السمائية. و – أنهم ليسوا من هذا العالم ، بل من عالم أخر . والرب يقول ” أنتم لستم من هذا العالم كما أنى أنا لست من هذا العالم ( يو 17 : 16 ) فالذين يجعلون الغنَّى السماوى هو موضوع تجارتهم وعملهم وانشغالهم فأن أصدقائهم وأهل بلدتهم ، أى أرواح الصديقين القديسين والملائكه يعرفون عملهم واهتمامهم ، ويقولون بفرح وإعجاب: ” أن أخوتنا الذين على الارض قد أتوا بغنى عظيم ” . فهؤلاء عند رحيلهم من العالم يكون الرب معهم ، ويسببون فرحاً عظيماً لأولئك الذين هم خاصه الرب فى السماء ، يستقبلوهم مجهزين لهم بيوتا ً وبساتين وملابس كلها لامعه وثمينه جداً.” الحاجه الى الأعتدال والتبصر : أننا نحتاج إلى الاعتدال والتبصر فى كل الأمور ، حتى لا تتحول الأشياء لصالحه والتى تبدو أننا قد أمتلكناها ، إلى ضرر لنا ، فأن الذين هم رحومين بطبيعتهم ، إذا لم يحفظوا أنفسهم قد ينزلقون تدريجيا إلى الضلال عن طريق نفس شفقتهم ورحمتهم ، واولئك الذين عندهم حكمه يمكن ان تخدعهم حكمتهم ، فيجب على الانسان ان يكون معتدلاً ومتزناً معاً فى جميع الاتجاهات ، بأن يجمع الشفقه مع الشده ، والحكمه مع حريه التصرف ، والقول مع العمل ، وفى كل شئ يضع ثقته فى الرب لا فى نفسه . وأولئك الذين يقولون ان الخطية غير موجوده فى الانسان هم مثل الناس مغمورين تحت مياه كثيره فائضة ، ومع ذلك لا يقرون بأن المياه تغمرهم ، بل يقولون : ” أننا سمعنا صوت المياه سماعاً ” ورغم انهم يكونون مغمورين فى عمق امواج الشر ، فمع ذلك يقولون أن الخطية غير موجودة فى عقلهم أو أفكارهم . الفرق بين الفكر النظرى وبين الدخول للكنوز السماوية: يوجد فرق عظيم بين أولئك الذين لهم فكر نظرى وقدرة على الكلام ، ولكنهم غير مُملحين بالملح السمائى – الذين يتحدثون عن المائده الملكية دون أن يكونوا قد ذاقو منها شيئاً أو تمتعوا بها وبين إنسان يرى الملك نفسه، وقد كُشفت له الكنوز السماوية وقد دخل اليها ، وقد صار وارثاً لها ، وهو يأكل ويشرب من المأكولات السماوية الثمينة . النعمة تغرس التواضع فى النفوس : الواحد من هؤلاء الروحانيين ، يعتبر نفسه أحقر من جميع الخطاة، ويتأصل فيه هذا الفكر حتى يصير كجزء من طبيعته . وكلما تقدم فى المعرفه لله ، بقدر ذلك يحسب نفسه جاهلاً تماماً ، أن النعمه هى التى تقوم بهذا التأثير فى النفس . أن الله أتى هو بشخصه ليدعوك إلى فوق : حينما تسمع عن كرامه النفس وكيف أن جوهرها العاقل الثمين جداً ، فأنك سوف تفهم ان الله لم يقل عن الملائكه ، بل عن الطبيعه البشريه ” لنصنع الانسان على صورتنا كشبهنا ” ( تك 1 : 26 ) . وأن السماء والارض تزولان ولكنك انت دعيت إلى الخلود والتبنى ، والاخوه للملك ، ولتكون عروساً له ، فى هذا العالم الذى حولنا كل ما هو للعريس ، . لقد أتى هو بشخصه إلى معونتك ، ليدعوك إلى فوق ، وأنت لا تقدر مقدار كرامتك فليكن المجد للأب وللابن وللروح القدس ، إلى الأبد أمين …… |
رد: أنت مدعو إلى فوق رغم التجارب
ربنا يفرح قلبك يامرمر
|
رد: أنت مدعو إلى فوق رغم التجارب
شكرا على المرور
|
الساعة الآن 09:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025