![]() |
ما معنى إني آمنت بالرب عملياً
ما معنى إني آمنت بالرب عملياً
النفس التي تؤمن بالرب إيماناً حقيقياً عاملاً بالمحبة، فهي تلجأ إليه وبه تحتمي وعليه تتكل وتضع ثقتها الكاملة فيه، وهذا معناه أنها لا تخاف شراً ولا ترتعد من الآلام أو تخشى الضيقات، ولا تتساءل عن لماذا الألم أو يهتز قلبها أو ينقص إيمانها أمام المحن الشديدة وتآمر الأشرار عليها ووقوف الأعداء أمامها بكل قوتهم: "حتى أننا نقول واثقين الرب معين لي فلا أخاف ماذا يصنع بي إنسان (عبرانيين 13: 6)
وهذا بالطبع لا يحدث عنوه، أو بغصب النفس أو تغييبها عن الوقائع وتعلقها بالأوهام أو مجرد تهيؤات وهلوسة، بل هذا يحدث طبيعياً على أرض الواقع وفي الحياة العملية المُعاشه دون جهد مبذول أو عناء وغصب الإرادة واستحضار شعور بالأمان، لأن هذا هو طابع الإيمان الحي، فالشجرة التي تُخرج ثمراً لا تخرجه بالقوة أو بإلصاق الثمار بها أو في الأحلام الليلية وقت النوم، ولا بالتخيلات والتوقعات والتمنيات، بل أنه يحدث تلقائياً وطبيعياً دون تدخل إرادي من أحد، لأن كل ثمرة تدل على نوعية الشجرة ونموها السليم، هكذا هوَّ الإيمان الحي الحقيقي، فأن طبيعته مثمرة، فهو كالبذرة تُغرس في القلب وتنمو بالماء الحي والغذاء المُحيي النازل من فوق، فأن راعيناه في قلبنا وطعنا وصية الله، لأن الإيمان والطاعة مزيج واحد متصل غير منفصل قط، فأنه يظل نامياً فينا مثمراً، فنصير مثل الشجرة المغروسة عند مجاري المياه، غُرس خاص بالرب للتمجيد، شهادة حية حسنة أمام الجميع على عمل الله فينا.
|
الساعة الآن 08:22 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025