وصيتي الرسمية _ غريغوريوس اللاهوتي



نسخة طبق الأصل من المستند الأصلي، الذي عليه توقيعه الشخصي، بالإضافة إلى توقيعات الشهود.
في عهد القناصل الشهيرين فلافيوس أوكريوس وفلافيوس سياجروس، وبتاريخ اليوم السابق للأول من يناير (31 \12\381م).
أنا غريغوريوس، أسقف الكنيسة الجامعة في القسطنطينية، حي وفي كامل قوايّ العقلية، برأي ثابت وتفكير صحيح، قد سجلت وصيتي هذه، والتي أقرها وأرغب في تفعيلها ونفاذها أمام كل المحاكم والسلطات الحكومية. إذ أنني قد عزمت قصدي واضحاً، وقد أوقفت جميع ممتلكاتي للكنيسة الجامعة التي في نزينزا، لخدمة الفقراء الذين هم تحت رعاية الكنيسة آنفة الذكر.
لذا، وقد عينت كذلك ثلاثة وكلاء لرعاية الفقراء وهم: مرسيلوس الشماس والراهب؛ وغريغوريوس الشماس، الذي وُلد كعبد في منزلي؛ وإستاثيوس الراهب، الذي هو أيضاً وُلد كعبد في منزلي. لذا الآن، اتمسك بنفس المنهج في التصرف محتفظاً بنفس الرأي فيما يخص الكنيسة المقدسة التي في نزينزا.
إذاً وبالتالي، عند إجتيازي للموت، ليكن غريغوريوس المذكور آنفاً، الشماس والراهب – أحد أعضاء أسرتي والذي قمت بتحريره منذ فترة طويلة – فليكن وريثاً لجميع ممتلكاتي الخاصة، المنقولة وغير المنقولة، أينما كانت، وليكن كل أحد آخر محروماً منها.
وليكن هو وريثي، بحيث يقوم بتوزيع جميع ممتلكاتي المنقولة وغير المنقولة، لصالح الكنيسة الجامعة المقدسة التي في نزينزا، غير محتفظ بشئ على الإطلاق، بخلاف تلك الأشياء التي يجب أن أتركها لبعض الأفراد كميراث لهم طبقاً لوصيتي هذه.
وكما ذكرت سابقاً، ليصون كل شيء بتدقيق لصالح ومنفعة الكنيسة، واضعاً خوف الله أمام عينيه، عالماً بأني قد أوصيت بأن تؤول جميع ممتلكاتي لخدمة فقراء نفس الكنيسة، وأنني قد عينته وريثاً لهذا الغرض، بحيث يتم الحفاظ على كل شي لصالح الكنيسة من خلال وكالته.
أما فيما يخص أعضاء أسرتي، والذين قمت بتحريرهم، إما بقراري الخاص أو بأمر والديَّ المباركيّن، أرغب في أن يبقوا جميعاً في حريتهم الآن أيضاً، وأن تبقى كل الموارد المالية التي قمت باستثمارها لأجلهم ثابتة لهم وغير مُعاقة.
بالإضافة إلى ذلك، أريد أن وريثي غريغوريوس الشماس، إلى جانب الراهب إستاثيوس، واللذان كل منهما ينتميان لبيتي، أن يتملكا أملاكي في أريانزس Arianzus ، والتي انتقلت إلينا من ممتلكات رجينوس Rheginus . وأريد أن الأفراس المرباة والخراف، والتي كنت قد أمرت بأن تُعطى لهم حينما كنت هناك، والتي كنت قد نقلت حيازتها وملكيتها لهم، أن تبقى لهم مؤمنة بحق الإمتلاك.
بالإضافة إلى ذلك، أوصي بصفة خاصة بأن يتسلم غريغوريوس الشماس وريثي، والذي قام بخدمتي بأمانة، مجموع خمسين قطعة ذهبية، لتكون ملكيته القانونية.
إلى العذراء الموقرة روسيانا، قريبتي، قد آمرت سابقاً أن يُعطى لها مبلغ كل عام، لكي تعيش حياة كريمة. أريد وآمر بأن يُدفع لها هذا المبلغ كل عام بدون تأخير، بحسب النظام الذي وضعته. أما بشأن مكان إقامتها، فلم أقم بعمل أي ترتيب مسبق، لعدم علمي بالمكان الذي تفضله وتود أن تمضي فيه أيامها.

بالرغم من ذلك، أريد الآتي: أنه أينما كان المكان الذي تختاره لنفسها، يجب تجهيز منزل يكون مناسباً لها، منزل لإمرأة محترمة، ولحياة لائقة كعذراء.

في الواقع، يجب أن تمتلك هذا المنزل بلا إعاقة، لاستخدامه والإنتفاع به حتى نهاية حياتها، وبعد ذلك يعود لملكية الكنيسة. وأريد أيضاً أن تُعطى خادمتين، تقوم هي باختيارهما، مع التفهم بأن الخادمتين سوف يبقيا معها حتى نهاية حياتها. وإن كان يوافقهما، فمن حقها أن تمنحهما حريتهما، وإن كان لا يوافقهما، فليستمرا الاثنتان في العمل لنفس الكنيسة.
لقد قمت سابقاً بتحرير خادمي ثيوفيلوس الذي بقي معي. أريد أن تُعطى له خمس قطع ذهبية كميراث. وأريد أن يتم تحرير أخاه إبراكسيوس، وأن يُعطى له خمس قطع ذهبية كميراث. علاوة على ذلك، أريد أن يتم تحرير ثيودوسيوس كاتبي الخاص، وأن يُعطى له أيضاً خمس قطع ذهبية كميراث.
أريد أن تعذرني ابنتي العزيزة أليبيانا – فأنا لا أنتبه كثيراً لأختيها الأخرتين اوجنيا ونونا اللتان حياتهما مستحقة للتوبيخ - حيث أنني لست في موقف يسمح بأن أترك لها شيئاً، إذ أنني قد عهدت كل شئ للفقراء، أو بالأحرى لأني أتبع العهد الذي لوالديَّ المباركيّن، حيث أن إهمال نيتهما يُعد، من وجهة نظري، تصرف غير مقدس وغير جدير بالثقة. إلا أنه مع ذلك، أياً كان المتبقي من ممتلكات أخي المبارك سيزاريوس Caesarius – سواء إن كان أثواب حرير، أو كتان، أو صوف، أو أفراس صغيرة – أريد أن يُعطى لأطفالها، وأريد ألا تناقض هي أو أخواتها أي من هذه التدابير، سواء ضد الورثة أو ضد الكنيسة.
(ملحوظة: ألبيانا واوجنيا ونونا هم بنات أخته جورجونيا)
وليكن معلوماً أن نسيبي ميليتيوس يحوز بشكل غير قانوني على الممتلكات في منطقة أبنزينسوس Apenzinsus ، والتي هي أصلاً جزء من ممتلكات إفيميوس Euphemius . حول هذا الموضوع سبق لي أن كتبت مراراً لإفيميوس، متهماً إياه بالجبن، إن لم يقم باسترجاع ما هو له. الآن، أنا أدعو الجميع – الحكام والمحكومين – لكي يعترفوا أن إفميوس يُعامل معاملة غير عادلة، ومن الضروري إعادة هذه الممتلكات لإفيميوس.
(ملحوظة: ميليتيوس المذكور على الأرجح هو زوج نونا أو اوجنيا بنات أخت القديس)
أريد أن يتم إلغاء عملية شراء عزبة كانوتالي Canotaloi من ابني الموقر، الأسقف أمفيلوكيوس، إذ أنها مسجلة في حساباتنا، وكل أحد على علم بأن العقد قد تم إلغاؤه، وقد تسلمت القيمة المدفوعة، وقد قمت بالفعل بإعادة الحيازة والملكية.
إلى إفاغريوس الشماس، والذي تعب معي كثيراً، وشاركني أفكاري، وقد أظهر محبته ولطفه بطرق كثيرة، أعترف بالفضل أمام الله والناس. الله سوف يعوضه بجود وكرم أعظم؛ ولكن لأننا لا يمكننا أن نتجاهل حتى علامات الصداقة البسيطة، أريد أن يتقبل قميصاً، ورداءً ملوناً، ومعطفين، وثلاثين قطعة ذهبية. وبالمثل، أريد أن شماسنا الثاني، أخانا الحبيب ثيودولوس أن يُعطى قميصاً، ورداءين ملونين من تلك المملوكة لأسرتي، وعشرون قطعة ذهبية من حسابات ممتلكات أسرتي. وإلى إلافيوس الكاتب الخاص بي، الذي هو مقتدر جداً، والذي جعل الحياة أكثر سلاماً بالنسبة لنا طوال فترة خدمته، أريد أن يُعطى قميصاً، ورداءين ملونين، وثلاثة معاطف، وعباءة، وعشرون قطعة ذهبية من ممتلكات أسرتي.
(ملحوظة: إفاغريوس المذكور هو القديس إفاغريوس البنطي الذي كان قد خدم مع القديس كشماس لسنوات قبل أن يعتكف كراهب في بيت لحم ثم في مصر ببرية الأسقيط)
أريد أن تكون هذه الوصية فعالة ونافذة أمام كل محكمة وقوة تشريعية. ولكن في حالة إفتقاد شرعيتها كوصية، أريد أن يكون نفس المستند هذا ملزم كتعبير عن رغباتي وموثوق به. كل من حاول إسقاط هذه الوصية، سيعطي حساباً في يوم الدينونة، وسينال جزائه.
باسم الأب والإبن والروح القدس.
أنا، غريغوريوس، أسقف الكنيسة الجامعة في القسطنطينية، بعد قرائتي للوصية وكوني راضياً بجميع ما جاء فيها، أقوم بالتوقيع عليها بيدي، وأوصي وأرغب في أن تكون نافذة.
أنا، أمفيلوكيوس، أسقف الكنيسة الجامعة في أيقونية، كوني حاضراً أثناء كتابة وصية الأسقف الموقر غريغوريوس، وبحسب رغبته، أقوم بالتوقيع بيدي.
أنا، أوبتيموس، أسقف الكنيسة الجامعة في أنطاكية، كنت حاضراً عندما قام الأسقف الموقر غريغوريوس بكتابة وصيته، كما جاء عاليه، وبحسب رغبته أقوم بالتوقيع بيدي.
أنا، ثيودوسيوس، أسقف الكنيسة الجامعة في هايد Hyde (مدينة صغيرة بجوار نزينزا)، كوني حاضراً أثناء عمل وصية الأسقف الموقر غريغوريوس وبحسب رغبته، قمت بالتوقيع بيدي.
أنا، ثيودولوس، أسقف الكنيسة الجامعة المقدسة في أباميا Apameia (مدينة صغيرة بجوار نزينزا)، كوني حاضراً .....الخ
أنا، هيلاريوس، أسقف الكنيسة الجامعة في أسوريا Asauria (مدينة بأسيا الصغرى)، كوني حاضراً .... الخ
أنا، ثميستيوس، أسقف الكنيسة الجامعة في أدريانبول Adrianpole (مدينة بأسيا الصغرى) ، كوني حاضراً ..... الخ
أنا، كلدونيوس Cledonius ، كاهن الكنيسة الجامعة في أيقونية، كوني حاضراً.... الخ
---------------------------------------
أنا، يوحنا، القارئ والكاتب للكنيسة المقدسة التي في نزينزا، كوني قمت بعمل نسخة من هذه الوصية المقدسة التي للقديس غريغوريوس اللاهوتي الشهير، والتي أُودعت في هذه الكنيسة المقدسة التي أخدم فيها، أجيز نشرها للعامة.
----------------------------------------