![]() |
«كرداسة» منفذو المذبحة هربوا إلى تركيا
«كرداسة» منفذو المذبحة هربوا إلى تركيا
https://www.light-dark.net/photosuplo...79893129_n.jpg نقلا عن الوطن ريمتا قتل، راح ضحيتهما رجال الأمن على يد عدد من أهالى كرداسة. الأولى كانت عام 1965 عندما حاولت الشرطة العسكرية إلقاء القبض على «سيد نزلى» أحد أعضاء جماعة الإخوان «المحظورة» قانوناً آنذاك، حيث قام الأهالى بالاعتداء على رجال الشرطة بعد القبض على زوجة المتهم وشقيقه، ليسقط أحد رجال الشرطة العسكرية قتيلاً ويتمكن 7 آخرون من الفرار، بينما الواقعة الثانية سقط فيها 11 قتيلاً من ضباط وأفراد الشرطة، وتم التمثيل بجثثهم على أيدى مسلحين ملثمين فى منتصف أغسطس الماضى، واستطاع 24 من أفراد قوة القسم الفرار من الباب الخلفى بمساعدة بعض العاملين من أهالى كرداسة بالشارع السياحى، أثناء محاولة اقتحام الأهالى لقسم الشرطة على خلفية فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بميدان النهضة. معظم سكان المنطقة يعملون في صناعة العباءات والجلاليب ومنتجاتهم تغزو الأسواق العربية.. لكن «النظرة السلبية تلاحقهم» ما يقرب من نصف قرن، وتحديداً 48 عاماً ما بين مقتل ضباط الشرطة العسكرية، وقتل وسحل 11 من قوات قسم شرطة كرداسة، تبنت فيها الدولة الحل الأمنى مع أهالى كرداسة، واستغل التيار الإسلامى بقيادة جماعة الإخوان المصنفة قانوناً بـ«الإرهابية»، هذه البيئة المواتية لنشر فكرهم بين أهالى كرداسة وقراها المجاورة «ناهيا وبنى مجدول وأبورواش»، التى يقدر عدد قاطنيها بـ450 ألف نسمة، منهم 120 ألف نسمة فى كرداسة فقط، وفقاً لبيانات محافظة الجيزة، بينما يظل السواد الأعظم من أهالى هذه المنطقة بعيداً تماماً عن هذا الصراع وأبعاده، لا يهتم إلا بقوت يومه كما يقولون، بينما نظرة المجتمع لهم لا تعترف بذلك. «إحنا هنا منطقة تجارية سياحية، مالناش علاقة بالسياسية أو غيرها، وعمرى ما شاركت فى أى انتخابات أو مظاهرات» بهذه الكلمات عبر حسن سالم، أحد الباعة بالشارع السياحى الأشهر داخل كرداسة، عن أغلبية أهالى كرداسة، وفقاً لوجهة نظره، فطبيعة قاطنى المدينة التى وصم أهلها بإلإرهاب أو حاضنيه يعملون فى صناعة العباءات والجلابيب، بالإضافة إلى الستائر والمفروشات، وتحتل منتجاتهم مكانة داخل الأسوق العربية وخصوصاً الخليجية، مضيفاً أن مركز كرداسة الذى يتبع محافظة الجيزة، به وجود قوى لتيار الإسلام السياسى خصوصاً فى كرداسة وناهيا، بحسب ما يروى «حسن» الشاب الثلاثينى، لكنهم ليسوا كل البلد، لا يتجاوز عددهم نصف المنطقة التى ينضم معظم أهلها إلى حزب «الكنبة»، بحسب تعبيره، فى إشارة إلى الكتلة الصامتة التى لا تهتم بالسياسة، وكل اهتماماتها تنصب على لقمة العيش. يدعم ما يقوله البائع بأحد محال العباءات، الذى يقبع فى مقدمة الشارع السياحى، عن أهل مدينته الأرقام والإحصائيات التى تضمنتها كشوف اللجنة العليا للانتخابات. http://media.elwatannews.com/News/Sm...6083457_15.jpgضحايا مذبحة كرداسة «صورة أرشيفية» فوفقاً لجداول الاستحقاقات الانتخابية التى أجريت منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، يقدر من لهم حق التصويت فى قرى مركز كرداسة 241.177 ناخباً، بينما كانت أكبر نسبة مشاركة فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2012 بنسبة مشاركة 54%، وحصل الرئيس المعزول محمد مرسى فى الجولة الأولى من هذه الانتخابات على 49.6% من إجمالى عدد المصوتين، وفى الجولة الثانية حصل على 80%، وارتفعت هذه النسبة فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التى حصل فيها الرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى على 96% من عدد المصوتين. توضح الأرقام السابقة أن 46% ممن لهم حق التصويت فى الانتخابات لم يشاركوا فى أى استحقاقات انتخابية على مدار الأربع سنوات الماضية، التى صعد فيها نجم تيار الإسلام السياسى، بخلاف غير المدونين فى هذه الكشوف من الأساس، أى أن الغالبية العظمى من قاطنى مركز كرداسة ليس لهم أى علاقة بالمذبحة التى شهدتها بلدتهم. على مقهى شعبى يفصله موقف سيارات الأجرة عن مبنى قسم الشرطة المهجور منذ أحداث المذبحة التى تعرض لها نائب مأمور القسم ورجاله على أعتاب المبنى المكون من ثلاثة طوابق ما زالت آثار الدمار كما هى منذ 14 أغسطس الماضى، يروى محمود عادل، المقيم فى كرداسة منذ 10 سنوات، عن الكيفية التى قلبت حياته رأساً على عقب منذ اليوم «الأسود» الذى وقعت فيه المذبحة داخل بلدته، كما يصفه، فجميع أصدقائه فى المصنع الذى كان يعمل فيه منذ 5 سنوات بمنطقة فيصل تغيرت معاملتهم معه تماماً رغم معرفتهم الجيدة به، «كنا بناكل سوا دلوقتى لما يجيبوا أكل محدش منهم بيقول لى»، لتقتصر العلاقة بينهم على السلام، رغم أنه لم يكن له علاقة بكل ما جرى، وليس له أى انتماء سياسى، ولم تقتصر المعاملة الجديدة على زملائه فقط وإنما امتدت إلى صاحب المصنع الذى بدأ التضييق عليه خصوصاً فى مواعيد العمل، وعندما لم تحقق نتيجة معه قام بتخفيض راتبه، فى النهاية تم الاستغناء عنه، ليخرج يومياً باحثاً عن عمل باليومية كما يقول، فيوم يعمل فى المعمار ويومان على المقهى فى انتظار فرصة العمل إن جاءت. http://media.elwatannews.com/News/Sm...6083415_15.jpgنوال كرداسة وتوابعها التى تتسم بطبيعة جغرافية فريدة، حيث تقبع أسفل جبل أبورواش ذى الطبيعة الصحراوية، وتتوسطها مزارع الموالح والنخيل، ومن الجهة الأخرى تتمدد بنايات كرداسة على الأراضى الطينية التى تكسوها المحاصيل الزراعية المختلفة والمتنوعة، يرجع بعض الأهالى هذه الطبيعة الوعرة كما يصفونها، إلى صعوبة السيطرة عليها حتى الآن، بالإضافة إلى الكثافة السكانية التى تظهر فى حواريها وشوارعها الضيقة. بأناملها تقلب السيدة الأربعينية فى أوراق ابنها العشرينى الذى يعانى من إعاقة قدمه اليمنى، وهى تروى قصة البحث عن وظيفة لابنها الأكبر، ضمن الوظائف التى توفرها وزارة القوى العاملة للمعاقين، ووفقاً لروايتها والأوراق التى بين يديها، تؤكد أن ابنها تنطبق عليه الشروط الخاصة بالمعاقين، وتم قبول الأوراق الخاصة به، وتحديد موعد لاستلام الوظيفة، وفى الموعد المحدد تم تأجيل استلامه الوظيفة، التردد على الوزارة تكرر عدة مرات لينصحها أحد العاملين بالمبنى الوزارى بتغيير محل الإقامة حتى يسهل فرصة الحصول على الوظيفة. بضحكة ساخرة، يتذكر «أبوسعد» أحد سائقى الميكروباصات الأجرة بموقف كرداسة، ما حدث معه أثناء ذهابه جامعة القاهرة، حيث استوقفه كمين المرور القابع فوق محور صفط، «طلب أحد أمناء الشرطة رخصة المرور وذهب بها إلى الضابط، ليتم سحب العربية منى، رغم أن أوراق السيارة سليمة»، يرد عليه السائق «ليه يا باشا هو فى حاجة غلط»، ليؤكد له الضابط «ابقى روح استلمها من القسم وانت تعرف»، ولم يتمكن السائق من استلامها إلا بعد مرور 5 أيام، وعندما لجأ إلى أحد معارفه الذى يعمل بوزارة الداخلية رفض التدخل معللاً ذلك بـ«أنت من كرداسة ماتحرجنيش». عادل محمد، الذى يعمل بأحد مصانع النسيج والعباءات بكرداسة، يؤكد أن أهالى كرداسة مثل سكان أى حى شعبى فى مصر، وأن من قاموا بتنفيذ المذبحة سواء كانوا من كرداسة أو من خارجها، فهم الآن سافروا إلى تركيا، بينما أغلبية الموجودين فى كرداسة حالياً، ليس لهم أى علاقة بما يحدث. |
الساعة الآن 09:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025