منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   العظات المكتوبة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=66)
-   -   الخلاص والإيمان-الأب متى المسكين (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=313007)

Mary Naeem 06 - 09 - 2014 02:55 PM

الخلاص والإيمان-الأب متى المسكين
 
الخلاصُ والإيمانُ

تبدو العلاقة بين الخلاص والإيمان غير مفهومة فهمها اللاهوتي الصحيح عند الكثيرين ,إذ لأول وهلة يفهمُ الإنسان أنّ عليهِ أن يؤمن بالمسيح حيث الإيمان يشمل أن المسيحَ ماتَ من أجل خطايانا وأقيمَ لأجلِ تبريرنا (رو25:4),كما تقول الآية , وبهذا الإيمانِ نخلُص :"إن اعترفتَ بفمِكَ بالرّبِ يسوعِ ,وآمنتَ بقلبك أنّ اللهَ أقامهُ من الأمواتِ خلُصت"(رو 9:10). والخلاص هو بغفرانِ الخطايا والإنعتاقِ من عقوبة الموت الأبدي كون المسيح ماتَ على الصّليب من أجلِ خطايانا ,كما أن الخلاص يشمل قبول الحياةِ الأبدية كونِ المسيح داسَ الموتَ وقامَ من الأمواتِ و أقامنا معهُ في جدّة الحياةِ.
هُنا يقوم الفهم من جهةِ الخلاص أنهُ يتمُ بالإيمانِ .أيّ أنّ الأيمانَ هو واسطة الخلاص أو هوَ الذي يهبُنا الخلاص , ولكن هذه المعلومة اللاهوتيّة معكوسة.
والصحيح هو أن الخلاص أكملُه المسيح للإنسان وقدّمهُ هبة مجانيّة للخطاة .فالذي يؤمن أي يصدق ,يحسب الله إيمانُه له خلاصاً .إذاً ,فالإيمان هنا ليس هو ثمن الخلاص ,لأنّ الخلاصَ تمّ مجاناً ووُهبَ مجاناً وبلا ثمن من أيّ نوعٍ ,وتصويرِ الأمرِ عملياً هو هكذا:
المسيحُ أكملَ الخلاص وحملهُ على يديهِ وقدّمهُ للخاطئ ,فالذي يمدُ يده ويأخذهُ يكون قد خَلُص .فالإيمانُ ليسَ ثمناً ولا واسطة للخلاص ,بل هو تصديقٌ واخذٌ معاً.هذا لأن الله في المسيحِ يريدنا أن نخْلُص بدافع الحُب والرّحمة للخاطئ ("لا يموتُ الخاطئ بل يحيا"),فلا يتطلب من الإنسان الخاطئ إلا أن يُصدّق حُبّ الآب :"نحن قد عرفنا وصدّقنا المحبة التي لله فينا "(1يو 16:4) , ويتقبل منهُ هديّة الخلاص الذي اقتطعهُ لنا من لحم ابنهِ ودمهِ.
بهذا لا يُشكّل الإيمان أيّ جُهدٍ فكريّ أو نفسي أو جسدي عند الإنسانِ الخاطئ لكي يخلص ,بل كُلّ ما يطلبه الله منهُ أن يقبل ويرضى بالخلاص الذي أُكمل , هو معروض عليه ليأخذُه لنفسه كحقٍ لهُ ليعيشَ به فوراً حسبَ مشيئة الله والمسيح :"الذي يريد أنّ جميعَ النّاسِ يخلصونَ وإلى معرفةِ الحقّ يقبلون "(1تي 2:4). [1]
صحيح أنّ الخلاصَ ليسَ منكم وليسَ من أعمالٍ ,
ولكنّ الخلاصَ هو لَكُم ولهُ أعمالٌ صالحةٌ يتحتم أنْ نسلكَ فيها!!
ولكن فرق كبير بينَ أن يكونَ لنا عملٌ صالح خاص نقومُ بهِ,
وبينَ أن يكونَ الله قد أعدّ لنا أعمالاً صالحة لنسلك فيها.
هذا يعني أن الخلاص يشمل عطيةَ البر . وقد رتب الله في صميم طبيعة الخلاص أن يحيا الإنسان في قداسة ,لأن طبيعة الخلاص نفسها قائمة على القداسة ,ولابُدّ للقداسة أن تُعلنَ ذاتها بالأعمال.
هُنا الأعمال هي أعمالُ الله بالأساسِ ,وقد زرعها في صميمِ الخلاص والبر اللذين منحهما للإنسان, فأصبحَ الأنسانُ مُطالباً بأن يأتي هذه الأعمال ويُتقنها لأنها جزء لا يتجزأ من خلاصهِ وبرّ الله فيه.
+ "إن كانَ أحدٌ في المسيح(في الخلاص ) فهو خليقة جديدة ." (2كو 17:5)
+ "وتلبسوا الإنسانَ الجديد المخلوقِ بحسب ِ الله في البرّ وقداسة الحق."(أف24:4)
واضحٌ أنّ الخليقة الجديدة في المسيح لها أعمالٌ صالحة في البرّ وقداسة الحق.
وهُنا يستحيلُ أن يوجد خلاصٌ إلا وله أعمال ,أو يوجد إنسان جديد ولا يعملُ أعمالاً صالحة ,لأنها في صميمِ طبيعة الإنسانِ الجديد الذي خلقهُ الله على صورتهِ ليشهدَ لله ويعمل أعمالَ الله !!
وهذا ما حدده ق.بولس من قوله:"كما اختارنا فيهِ قبلَ تأسيسِ العالمِ لنكونَ قديسينَ بلا لومٍ قدامه في المحبة "(أف4:1),كما يُعبر عن هذا أيضاً في موضعٍ آخر :"الذي بذلَ نفسهُ لأجلنا (فداء وخلاص) لكي يفدينا من كُلِّ إثمٍ ويطهّرُ لنفسهِ شعباً خاصاً غيوراً في أعمالٍ حسنة ."(تي 14:2)
وهل العنبُ في الكرمةِ يخرجُ عنباً كما يشاءُ أبيضَ أو أحمرَ له بذرة أو بدون ؟ أم أن على الغصن أولاً أن يثمر (عمل) والإّ يُقطع ويُطرح في النّارِ .
ثم عليه أن يَطرح (عملاً) عنباً كما تُمليهِ عليهِ الكرمةُ ,سبق وأن اختزنتهُ في طبيعتها بحسب صورتها؟
وما الأعمالُ الصّالحة التي سبقَ الله فأعدّها لنا,إلاّ كما قالَ المسيحُ :"أنا هو الطريقُ والحقُّ والحياةُ"(يو 6:14), "من يتبعني فلا يمشي في الظلمة "(يو 12:8),"فسيروا ما دامَ لكم النّورُ لئلا يُدرككم الظلامُ "(يو 35:12).فالمسيحُ نفسه هو الطريقُ وهو النّور وهو مجالُ الأعمالِ .
+ " إن سلكنا في النّورِ كما هو في النورِ فلنا شركة (كنيسة) بعضنا مع بعض ..."(1يو 7:1)
+ "ما هو حق فيه وفيكم أنّ الظلمة قد مضت والنورُ الحقيقيّ الآنَ يُضيء ."(1يو8:2)
أيء أنّ المسيحَ أوجدَ لنا المجالَ المنير الذي نعملُ فيه الأعمالَ ,وذلكَ بوجودهِ وعملهِ فينا .
+ "الله هو العاملُ فيكم أن تريدوا وأن تعملوا..." (في 13:2)
+"بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً."(يو 5:15)
وهكذا تصبح الأعمالُ الصّالحةُ "بالله معمولة "(يو21:3), ومع المسيحِ مرسومة , وبالرّوحِ معلومةٌ.
وبذلكَ تصيرُ الأعمالُ الصالحة جزءاً لا يتجزأ من "مدحِ مجدِ نعمتهِ التي أنعمَ بها علينا في المحبوب ","لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكُم الذي في السّمواتِ ."(متى 16:5)
أمّا الأمثلةُ الصّالحة فذكرها المسيح :مثلاً في تصويرِ نفسه بالضُعفاءِ والغرباء والمساكينَ والمسجونينَ والجياعِ والعطاشِ والعرايا .فكلّ عملٍ موجه لهؤلاء مجّه للمسيح رأساً .فهذا نموذج جيّد للعمل الصّالح وعلى أضعف مستوى
أمّ أعظمُ الأعمالِ وأفخرهُا فهي: الشّهادةُ للمسيح , وخدمة كلمة الإنجيلِ ,وإنارةُ الآخرين في معرفةِ ابن الله وردّ الكثيرينَ إلى البر!!
محبة الجميعِ بشهادةِ محبة الأعداء !!
البذل, "هذه أعطت كلّ ما عندها " فلسي أرملة!!(لو1:21-4)
دعْ الموتى يدفنون موتاهُم أمّا أنت فاذهب ونادِ بملكوتِ الله !!(لو60:9)
يعوزك شيءٌ واحدٌ اذهب بِعْ كُلّ ما لك...وتعالَ اتبعني!!(مر21:10)
ومن ترك يأخذُ مائة ضعف هنا والحياة الأبدية !!(متى 29:19)
أنتم الذينَ تعبتم معي وتعبتموني في التجديد ...(متى28:19)
[2]

_____________


الساعة الآن 08:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025