![]() |
إن كان الإلحاد لا يهب السعادة، فهل اللاأدرية تهب السعادة والحرية للإنسان؟
إن كان الإلحاد لا يهب السعادة، فهل اللاأدرية تهب السعادة والحرية للإنسان؟ س57: إن كان الإلحاد لا يهب السعادة، فهل اللاأدرية تهب السعادة والحرية للإنسان؟ ج: اللاأدرية ليست مذهبًا حديثًا، إنما هي مذهب قديم ظهر سنة 340 ق.م. وكان من قادته المشهورين " سيشرون" و"أرسيزيلاس" و"كاردينا " وأصحاب هذا المذهب يقولون أننا لا نستطيع أن نجزم بأمر ما، وليس لنا رأي مُحدد في القضايا الإيمانية، ولا نجيب بالنفي ولا بالإيجاب، لأن حكم البشر يختلف من شخص إلى آخر، فما يراه أحد الأشخاص صوابًا يراه الآخر خطأً، والعكس صحيح، بل أن الشخص الواحد قد يختلف حكمه في قضية معينة بحسب أحوال هذا الشخص ومزاجه، بل أن القوانين والشرائع نفسها متباينة، ولذلك يصعب الإجابة على أمر ما بنعم أو بلا، إنما الأفضل أن يقول الإنسان لا أدري. ويقول "سكريفن": "ومن الجائز أن اللاادري لم يصادف أبدًا في طول حياته وعرضها مُحاجة قوية تدافع عن الإيمان بالله، أو الإلحاد، قادرة على أن تحمله على الاقتناع بها.. أما اللاادرية بمعنى الامتناع عن اتخاذ موقف فهي ببساطة دلائل على غياب النشاط الفكري أو غياب القدرة على ممارسة هذا النشاط، أو الإفتقار إلى الشجاعة الأدبية" (114). وما أصعب الكلمات التي سجلها " و. و. ساندور " الذي آمن باللاادرية، حيث كتب يقول "دعني أقدم لكم إنسانًا يشعر بالوحشة والتعاسة أكثر من أي إنسان آخر في العالم.. هو إنسان يقول "لا أدري " فهو لذلك بلا إله ويسمونه مُلحدًا.. إنني لصاحب صلاحية خاصة في أن أُقدم لكم هذا الإنسان لأنني أنا هو. نعم، أنا نفس ذلك التعس " اللاأدري".. اللاأدريين انتشروا في كل مكان.. وربما يدهشكم أن تعرفوا أن " اللاادري " يحسدكم على إيمانكم بالله وثقتكم بالحياة بعد الموت ويُغار من رجائكم المبارك بأن تلاقوا أحباءكم في الأبدية حيث لا وجع ولا موت، وتمنى (اللاادري) أن يعتنق إيمانكم لكي يتعزى به.. وأما هو فليس له إلاَّ القبر وانحلال المادة الأولية.. أتساءل: هل هذا العبث هو غاية الحياة البشرية وثمر مجهوداتها..؟! قد يتظاهر " اللاادري " بالشجاعة ويواجه الحياة بابتسام ولكنه ليس سعيدًا.. وإذ يقف منزهلًا أمام سعة الكون وجلاله، وهو لا يعلم من أي أتى أو لماذا جاء، وينظر بهول إلى فسحة الفضاء وعدم محدودية الوقت، ويشعر بصغر نفسه وضعفها وقصر حياته. ألاَّ تظنون أنه مثلكم يريد أن يكون له إيمانًا يستند إليه ورجاءًا يقويه؟! أنه هو أيضًا يحمل صليبًا.. فاللاادري.. يتأثر تأثرًا عظيمًا من قوة إيمانكم إذ يشاهد كيف يتغير السكارى ويتجدَّد الإباحيون وقد رأى المرضى والشيوخ والمتروكين وهم يتعزون، وأعجبته أعمال هذا الإيمان الخيرية من إنشاء المدارس والمستشفيات والملاجئ.. إن هذه الأرض في نظره ما هي إلاَّ رمث طافٍ في بحور الأبدية لا نور لها ولا أُفق، وفي قلبه وجع وهم لأجل الطافين عليها معه أن يحملهم التيار إلى حيث لا يدرون" (115). ويكاد الإنسان اللاادري أن يكون قد فقد حريته، أما الإنسان المؤمن فأنه يعيش في ملء الحرية الحقيقية، وفيما يلي بعض فقرات مما قاله " الأب خوان إرياس " عن الحرية، حيث يقول:
|
الساعة الآن 11:52 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025