هى حادثة فريدة من نوعها بالفعل من حيث الطريقة التى خططت بها، ولهذا السبب احتار فى تفسيرها ضباط مباحث الغربية وتشابكت شكوكهم مع عدة أطراف

فما معنى أن تستيقظ الأم فلا تجد طفلها فى حضنها وتبحث عنه فى أرجاء المنزل فلا تجد له أثرا وكأنه فص ملح وذاب، ويتوجه جده للأب بسرعة لمركز السنطة ليحرر أغرب بلاغ تلقاه العميد ناصر عطية مأمور المركز مفاده أن نجله الوحيد استيقظ من نومه فلم يجد طفله «سليم» أيضا فى حضنه رغم أنه كان نائما وسط والديه وفى منزل العائلة والمغلق بابه بالجنزير، ومن هنا كانت غرابة البلاغ وصعوبته وبراعة ضباط المباحث وكفاءتهم.
وبعد الفحص والتحرى تبين ان ابن خالة الأب والذى يعمل سائقا فى السياحة ضاق ذرعا من ضيق ذات اليد بسبب الكساد فى سوق السياحة وخنقته الديون فقرر خطف الطفل ليطلب فدية قدرها 2 مليون مقابل عودته ولتنتهى مأساته مع الديون والفقر واعتمد فى خطته الإبليسية والتى تخلو من النخوة على أنه بعيد عن الشبهات لأنه سيكون نائما فى نفس المنزل، ضيفا على ابن خالته بل وسيبحث معهم على الطفل الغائب ويبكى معهم على فقده ومصيره الغامض, وبالفعل قام المتهم بزيارة قريبه فى منزله وتناول العشاء ثم دس له وزوجته المخدر فى عصير أقسم على فعله بيده الآثمة حتى استغرقا فى النوم وحمل الطفل النائم بين أحضانهما وسلمه لأعوانه.
لتستيقظ القرية على صراخ الأم المكلومة وباقى أفراد العائلة التى تقيم فى المنزل المكون من 4 طوابق ويشق بكاء وصراخ الأم سكون الليل وبدأ جميع من فى القرية رحلة البحث عن الطفل وسط اندهاشهم من طريقة اختفائه وبدأت قصص الجن والعفاريت تتسلل الى التفاصيل التى يعجز الإنسان البسيط عن فهمها ممكن يكون العفاريت خطفوه وبدأت فكرة البحث عن شيخ يفك طلاسم الغموض فى هذا الاختفاء الغامض للطفل فى الوقت الذى كان فيه المتهم الرئيسى بكل برود يتظاهر بالبحث معهم عن الطفل راسما على ملامحه الحزن والأسى.
ولكن كان لرجال المباحث رأى آخر ورسموا دائرة الشك على جميع الموجودين فى المنزل لم يستثنوا أحدا ومن هنا كانت بداية الخيط فى اكتشاف المتهم ونجحت فى إعادة الطفل الرضيع لأحضان أسرته سالما وكشفت لغز اختفائه الغريب من حجرة نومه فى منزله بقرية «البندرة» والذى تقطنه كل أفراد العائلة الواحدة.
عندما تلقى اللواء أسامة بدير، مدير أمن الغربية بلاغا باختفاء الطفل الرضيع» سليم إبراهيم محمد البالغ من العمر 26 شهرا من سرير غرفة نومه فى منزل العائلة، وأمام خطورة البلاغ وغرابته تقرر تشكيل فريق بحث برئاسة العميد أسعد الذكير رئيس مباحث المديرية لكشف غموض البلاغ وكثف فريق البحث من تحرياته ووسع دائرة الاشتباه، خصوصا أن جميع القاطنين فى العقار من عائلة واحدة وتمكن بعد جهود فى التوصل لأول الخيط عندما وردت رسالة على محمول أحد افراد العائلة تطلب 2 مليون جنيه لإعادة الطفل وعدم قتله.
وتبين أن ابن خالة والد الطفل ويدعي نبيل سالم، سائق بشركة سياحة ويقيم في القاهرة خطط لخطف الطفل لمروره بضائقة مالية بسبب ظروف السياحة المضروبة! وبالاستعانة بشقيقه هانى وثالث يدعى رضا سنجر ورابع يدعى الصباحى أبوزيد، وقامت مأمورية بقيادة العقيدين خالد عبدالحميد وحسين غنيم بمداهمة الشقة التى تم إخفاء الطفل فيها بقرية قلما التابعة لمركز القليوبية وألقى الرائد احمد مصلح معاون مباحث السنطة القبض على المتهمين واعترفوا تفصيليا بجريمتهم البشعة.

المتهمون باختطاف الطفل