منتدى الفرح المسيحى - خطورة الخصام ..الحق نفسك

خطورة الخصام ..الحق نفسك

https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.n...70215245_n.jpg
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...64609079_n.jpg

في دير روسي وفي مغائر كييف،
عاش راهب كاهن اسمه تيطس،
كان هو والشماس إيفاجريوس يحبان بعضهما بعضاً،...
وكانا متقدِّمين جداً في حياتهما الروحية.
وكل واحد يتقابل معهما يتعجب من عمق صداقتهما.
لكن الشيطان أفسد علاقتهما بطريقة رديئة،
لدرجة أنهما لم يعودا يحتملان بعضهما البعض.
فإذا حدث أن مرَّ القس تيطس بالبخور في الكنيسة،
كان الآخر يجري بعيداً عن البخور.
وحتى لو لم يستطع أن يهرب للتوّ،
كان القس لا يقترب بالبخور منه أصلاً.
ومرَّ وقتٌ طويل وهما يعيشان هكذا في ظلمة هذه الخطية.
ورغم عدم تصالحهما، إلاَّ أنهما كانا يتجاسران ويتقدَّمان من الأسرار الإلهية.
واجتهد الإخوة ليجعلوا السلام بينهما، لكنهما لم يستمعا لأحدٍ.
وكان أنْ افتقد الله الكاهن تيطس فمرض لحدِّ الموت،
وبدأ يصرخ بمرارة من أجل خطيته، وأرسل مَن يلتمس
من إيفاجريوس الشماس أن يغفر له.
أما الشماس فكان يرفض لا أن يغفر له فقط،
بل كان يلعنه بكلماتٍ مُرَّة.
وعندما رأى الإخوة أن الأب تيطس
كان في معاناة شديدة، أحضروا إيفاجريوس بالقوة ليُصالح الكاهن.
فما أن رآه الأب تيطس، وهو يعاني من مرضه، وإذا به ينهض بصعوبة بالغة ويسقط عند قدمي الشماس، ويتوسل إليه والدموع في عينيه: "اغفر لي يا أبي".
لكن إيفاجريوس بعنادٍ شديد يُشيح بوجهه بعيداً ويقول له: "أنا لن أغفر لك لا هنا ولا في الدهر الآتي"! وبمجرد أن قال هذه الكلمات سقط بين يدي الإخوة على الأرض، وحاول الإخوة أن يرفعوه عن الأرض، فوجدوه قد مات.
وفي نفس اللحظة شُفِيَ الأب تيطس المبارك، فاضطرب كل الحاضرين لِمَا حدث، وسألوا الكاهن تيطس: "ما معنى هذا"؟
حينئذ أخبرهم بما رآه بعينيه الروحيتين قائلاً:
"عندما كنتُ مريضاً ولم أتنازل عن غضبـي من جهة أخي، رأيتُ الملائكة يشيحون بوجوههم عني ويبكون على هلاك نفسي؛ وأما الشياطين فكانوا مسرورين من استمرار غضبي.
ولهذا سألتكم أن تمضوا إلى الأخ وتتوسلوا إليه أن يغفر لي.
ولما أحضرتموه وانحنيتُ أنا أمامه، بينما أشاح هو بوجهه عني؛ رأيتُ ملاكاً مُمسكاً سيفاً نارياً ضرب الأخ الذي لم يغفر، وفي الحال سقط ميتاً.
ولكن نفس الملاك أعطاني يده وأعانني لأنهض،
والآن هأنذا صحيحٌ مُعافَى مرة أخرى