هل فكرتَ يوماً ماذا كُنتَ ستَفعل لو وضَعكَ القدر في وضعِ صَعب ؟. ماذا لوكانَ هذا الموقف حُكماً بالاعِدام على شيً لم تفعلهُ؟ .ماذا لو وضَعنا أنفُسنا مَكانَ الرب يسَوع المسيح اليوم ونَحنُ نَحتفل بأسبوع الألام ؟. منذُ سَاعةِ القَبض و الحُكم ُعَليهِ الى طَريق الجُلجُثةَ وكُلِ الألام والعذابات والاهانات ونهاية الطريق كانت أنهُ عُلقَ على خَشَبة الصَليب .كيف كنا سنتصرف؟ هناك مثل عربي يقول (الرجال تعرف بالشدائد).
تعالوا نرىَ كَيفَ مَشى ربنا طَريق الألام؟ أولَ ما يشدونا هو هدوء يسوع "وفيما هو يتكلم اذ جمع يتقدمهم المدعو يهوذا وهو احد الاثني عشر فتقدم الى يسوع ليقبله فقال له يسوع يايهوذا ابقبلة تسلم ابن الانسان" لو47:2 .لقد كانَ يَسوع في منُتهى الهدوء حتى لو كانَ الموقف صَعبٌ جِداً فأحد الأصدِقاء أو بالاحرىَ أحدَ تلاميذهُ يُسلِمَهُ لأِعدائهُ لكي يَصلبوهُ . وحتىَ عِندما عاتبهُ كانَ يسوع مُستغرباً مِن أختيار يَهوذا لأِسمىَ تعابير المَحبة وهي (قبلة) لتسليمهُ.
ونرى غيرةَ بطرس فَيسلُ سَيفهُ ليُدافع عن يسوع ويقطع أذنَ خادم رئيس الكهنة وبِكل حَنان ومَحبة يقول يسوع "قفوا عند هذا الحد ولمس اذنه فشفاه "لو 55:22 .والقي القبضَ على يسوع والمصادفةَ الغريبة نرى الرَجل الذي كَانَ يُدافعُ عَن يسوع يَكونُ أولَ الاشخاص الذين ينكِروهُ ولم يَكتَفي بنكره أياهُ مرةً وَاحدة بل ثلاث مرات يو15:18-27 .
ويقف الرب يسوع أمام السنهدريم الذي لايجتَمعُ الا لامرٍ جَلل واخَذوا يُحقِقونَ مع يَسوع كأنهُ مُجرمٌ أرتَكَبَ أبشعَ الكبائرُ "ان كنت انت المسيح فقل لنا "لو67:22 ويدهشني حكمةَ وهدوءَ يسوع واجابتهُ المُحيرةَ لروساء الكهنة "ان قلت لكم لاتصدقوني "لو67:22 لقَد شهدَ بالحق لم يُحاول ان يَكذبَ لينقذَ حياتهُ.
وسُلم يسوع الى بيلاطس لو 23 وسلمهُ بدورهِ الى الجُند الذينَ ضربوهُ وجَلدوهُ وبَصقوا في وجههِ مت27:27 . ووضعوا الخشبةَ على كتفيهُ وماذا كانَ رد يسوع "يابتي اغفر لهم لانهم لايعرفون ماذا يفعلون " لو34:23 لقد غفر لالاحبائهِ بل لاعدائهِ كم هو عظيم ان نصلي من اجل مضُطهدينا.
وحتى عندما قابل بناتَ اورشليم قال لهم " لاتبكين علي بل ابكين على انفسكن وعلى اولادكن " لو28:23
واخيرا علقت يارب على الخشبة وحتى وانت على الصليب كنت تفكر فينا فقد اعطيت امك اما لنا وفي النهاية قلت "قد كمل" يو30:19 اجل يارب قد دفعت ثمن خطايانا هنا يارب اظهرت اعظم محبة في الكون "مامن حب اعظم من هذا ان يموت الانسان من اجل احبائه " يو13:15
سمعنا عن شخصٍ يُضحي بحياتهُ من أجل حبيبتهُ او زوجتهُ او ابنهُ او ابنتهُ ولكن عمرنا لم نسَمعَ عن احدً ضَحى بِحياتهُ من اجل أُناس لم يعَرفهم .
وهنا دعونا نَتوقف ونُفكر هل كُنت يوماَ في مَوقفٍ جَعلكَ تتصرف مثلَ ابوكَ السماوي هل صَليتَ يوماً من اجل لاعِنيكا هل غَفرتَ يوماً للذين سبَبوا ىلاذى لكَ هل عَزيتَ احداً وانتَ في قُمة الاسى هل شهدتَ بالحق حتى لو كلفكَ منصِبكَ او حياتكَ ........؟؟؟؟
انها لفرصة لنا لنتأمل في هذه الايام ايام الصلب والقيامة في حياتنا التي مَضت وان نُحاول ان نكونَ صَريحينَ مع أنفُسنا اولا وان نعترف بخطايانا وان نقطعَ عهداً جديداً مع أبانا السماوي وان نُحاول ان نتُشبهُ به لانه هو الذي قال ان فَسد الملح فبماذا يُملح الطعام فاننا ياخوتي نور العالم وملح الارض لننسى ذواتنا وننكرها من اجل ان نصل الى ابانا السماوي والهنا القدوس يسوع المسيح امين.