منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مواضيع وتأملات روحية مسيحية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=46)
-   -   "يا إمرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟...و لا أنا أدينك (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=231033)

tito227 29 - 11 - 2013 10:13 PM

"يا إمرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟...و لا أنا أدينك
 
"يا إمرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟...و لا أنا أدينك

http://www.wataninet.com/images/Articles/48484R.jpg

إذهبى و لا تخطئى أيضاً" (يو8).
الجمعة 29 نوفمبر 2013
القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي


أمسك الكتبة و الفريسيون هذه المرأة الزانية فى ذات الفعل و حينما كان المسيح فى الهيكل يعلم الشعب قدموا له هذه المرأة لكى يجربوه و كأنهم من كلامه و تعاليمه توقعوا ما سيفعل لأنهم كانوا يدينونها و ذلك كحسب ناموس موسى أن مثل هذه تُرجم، أما المسيح فكان له رأى آخر، كانوا هم يجربونه إذ أرادوا أن يمسكوا عليه أنه يخالف الناموس لكى يحاكموه بعد ذلك.

أما يسوع فلم يلتفت إلى كلامهم و إدانتهم و إنحنى على الأرض و أخذ يكتب ثم قال لهم أن من كان منهم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر و هكذا بكتتهم ضمائرهم فمن منا بلا خطية بل و من منا بلا هذه الخطية التى ندين بها الآخرين، فالمسيح الذى رحم هذه المرأة هو أيضاً الذى وضح فى موعظته على الجبل أن كل من نظر إلى إمرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه، فالزنا ليس بالضرورة بالجسد بل هو أيضاً على مستوى الفكر و الشهوة، و هكذا كل خطية أخرى.
لن أنسى عندما كنت طالباً بالجامعة و دعانى الرب لبدء خدمتى فى مدارس الأحد و كان أحد أول الدروس التى طُلب منى تحضيرها عن الوصايا العشر و كانت وصية "لا تقتل" و تعجبت آنذاك لماذا أكلم أولاد إعدادى عن "لا تقتل" و هل هذه خطية يمكن أن يقع فيها غلام فى هذا السن، حتى أنا لا أعتقد أن هذه خطية يمكن أن أقع فيها و لكن عندما بدأت فى التحضير و قرأت القليل من الكتب إكتشفت أن القتل ليس فقط بأن أقتل بيدى إنساناً و إنما العثرة فى الخطية مثلاً قد تقتل روح إنسان و الكلمة الهدامة قد تقتل إنساناً نفسياً و عندما راجعت نفسى وجدتنى كما قال القديس بولس" (رومية 7 من 15 إلى 25) "لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ...فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذلِكَ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.....لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ.فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ....وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟ أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذًا أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ، وَلكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ", بل يقول أيضاً فى رو8: 3 " لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد فالله إذ أرسل ابنه الوحيد فى شبه جسد الخطية (جسدنا) و لأجل الخطية (خطيتنا) دان الخطية فى الجسد".
هكذا كان تجسد المسيح و تكميله الناموس فى الجسد عنا و صليبه إدانة للخطية و تبرير لكل خاطئ يعترف بخطيته و ضعفه و يؤمن بدم المسيح الذى يغفر الخطية و يبرر الفاجر الذى يدرك أعماق محبة المسيح التى أحبه بها فى الصليب، و كان هذا التجسد لكى يعيد الله خلقتنا على صورته مرة أخرى و يوحدنا به من خلال الكنيسة التى هى جسده ملء الذى يملأ الكل فى الكل (أف 2) فى المعمودية نولد من الماء و الروح و نتحد بالمسيح و يثبت هذا الاتحاد بمواظبتنا على أكل جسده وشرب دمه و هكذا تتجدد صورتنا و نصير مشابهين صورة ابنه بل واحدا معه و فيه.
لذلك جاءت وصية العهد الجديد إيجابية فالمسيح صعد إلى الجبل فى الموعظة الأولى له لتحقيق لصعود موسى بالرمز على الجبل للإتيان بوصية الله و لكن كانت وصية العهد القديم كلها تبدأ ب"لا"، كانت الوصية بصورة تطالب الانسان بالامتناع و لم يستطع انسان العهد القديم أن ينفذها أو يطبقها فى حياته، و لكن جاءت وصية العهد الجديد بالحق (المسيح) على الجبل تبدأ ب"طوبى" أى بصيغة إيجابية فهذه الطريقة هى فقط الطريقة التى تناسب انسان العهد الجديد الذى اتحد بالله من خلال الكنيسة و سكن فيه روح الله و صارت له صورة الله.
المسيح قال فى يوحنا 12 أنه لم يأتِ ليدين العالم بل ليخلص العالم، نعم جاء الميسح و خلص العالم و لم يدنه فتبررنا كلنا بدمه بالإيمان لغفران خطايانا و لكن يدفعنا خلاصه و تبريره المجانى أن نتمسك بالاتحاد به و أن نسعى أن نتغير إلى تلك الصورة عينها (صورة المسيح) كما من الرب الروح؛ نحب بعضنا بعضا كما أحبنا هو حين يكشف الروح القدس فى داخلنا عن أعماق محبة الله لنا التى بدورها تسبى قلوبنا و تفيض فتسرى على كل من حولنا فنحيا ممجدين الرب فى كل أعمالنا.
فهكذا يا اخوتى و إن كانت وصايا الموعظة على الجبل تبدو فى صورة أصعب حتى أن المسيح قال أكثر من مرة "سمعتم أنه قيل...أما أنا فأقول" فالزنى صار زنى الفكر و القلب و القتل صار من مجرد كلمة "يا أحمق" و لكن صورة الانسان الإيجابية المتحدة بالمسيح مع الوصية الإيجابية التى تبدأ بال"طوبى" تعطى إنسان العهد الجديد المؤيد بالقوة بروح الله فى الانسان الباطن (أف 3) القدرة أن يصير مماثلاً للمسيح قادرا على المحبة و الغفران حتى للأعداء و الميسئين، فالمسيح يكلم كل منا كما كلم المرأة الخاطئة أنه لا يديننا فقط يطالبنا أن ننقاد بروحه و أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا و هكذا فقط سوف نتغير و ننبذ الشر و الخطية عندما ندرك هذه المحبة و ندرك فى أنفسنا أننا مبررين بدمه رغم كل خطايانا و إساءاتنا.

Ramez5 29 - 11 - 2013 10:28 PM

رد: "يا إمرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟...و لا أنا أدينك
 
ميرسى كتير على الموضوع المثمر
ربنا يباركك اخى الحبيب

Mary Naeem 30 - 11 - 2013 08:45 AM

رد: "يا إمرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ أما دانك أحد؟...و لا أنا أدينك
 
شكراعلى الموضوع الجميل
ربنا يباركك


الساعة الآن 12:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025