![]() |
المحبة تدخلنا أمام الله
حدث أن إنساناً فاضلاً علمانياً ( أي يعيش في العالم ) يتقي الله في حياته وفي أعماله ذهب لزيارة أبَّا بيمن (1) . وكان مع الشيخ ( أبا بيمن ) بعض من الإخوة ( الرهبان ) يسألونه بعض الأسئلة آملين أن يسمعوا منه كلمة تنفعهم . عندئذٍ قال أبَّا بيمن لهذا الرجل العلماني : (( قل كلمة للإخوة )) ، فاستعفى الرجل في أتضاع شديد متوسلاً بقوله : (( سامحني يا أبي ، فأني أتيت لأتعلم )) . أما الشيخ فالحَّ عليه .
فلما وجد الرجل أن الشيخ اشتد في إلحاحه ، قال : (( أنا إنسان أعيش في العالم وأشتغل ببيع الخضروات . ولأني لا أعرف أن أتكلم من كتاب ، فاسمعوا مني أمثولة : كان لرجل ثلاثة أصدقاء فقال لأولهم : " إن لي رغبة في مقابلة الإمبراطور فتعالَ معي " فقال له الصديق : " سآتي معك إلى منتصف الطريق " . ثم قال الرجل للصديق الثاني : " تعالَ لتذهب معي لمقابلة الإمبراطور " ؛ فأجاب الصديق قائلاً : " سآتي معك وإنما فقط لباب القصر ، لأني لا يمكنني أن آتي معك إلى الداخل " . وطلب الرجل من صديقة الثالث نفس الطلب فأجاب قائلاً : " سآتي معك لا إلى باب القصر فقط بل إلى الداخل ، حتى آتي بك إلى حضرة الإمبراطور ، واقف أمامه معك وأتكلم عنك " . عندئذٍ سأل الإخوة ( الرهبان ) هذا الإنسان الفاضل مستفهمين منه عن فحوى هذه الأحجية ؛ فأجابهم قائلاً : الصديق الأول : هو النسك الذي بالكاد يوصلنا إلى منتصف الطريق . والصديق الثاني : هو الطهارة والقداسة التي تقودنا حتى باب السماء . والصديق الثالث : فهو المحبة الحانية التي من شأنها أن توقف الإنسان بدالة أمام الله وتتكلم عنه بجرأة عظيمة . |
الساعة الآن 02:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025