منتدى الفرح المسيحى - سفرة الوداع...في... البحر الآخر

http://www.majaless.com/up/get-7-2010-wit9qztr.jpg

سفرة الوداع في البحر الآخر

شهقت الأم شهقة كانت كالسهم الذى مزق قلب ابنها هدسون تيلور الشاب المُرسل إلى الصين، وهى تُقبله قُبلة الوداع داخل كابينته فى السفينة، بعد الخدمة الروحية التى تمت على ظهرها بهذه المناسبة العظيمة فى يوم 1853/9/19، وعندها قال لها هدسون والدموع تغمر كل أجزاء وجهه... أماه، الآن وأنتِ تضحين بى لأسافر لأجل الصينيين تعلمت شيئاً جديداً عن معنى الآية « لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. » (يوحنا 3: 16).

وما أن تحركت السفينة حتى اختلطت فى عينيه دموع جراح الفراق مع دموع أفراح الأشواق للخدمة فى الصين، فنظر أمامه « نحو الهدف»، واتجه بقلبه إلى الرب يسوع يطلب منه الرفقة والقوة.

لمح تيلور شاباً يجلس إلى جواره لم تَبدُ عليه أية علامة من الاكتراث بالرحيل وإذ تعرَّف عليه قال له الشاب:
اسمى بطرس وعندما أصل إلى الصين سأكون بذلك قد دُرت حول العالم تقريباً.

«وهل فكرت فى رحلتك الأكيدة للعالم الآخر؟» ولم يَنهِ هدسون سؤاله إلا وكان بطرس قد أجابه بكل حدة «إذاً أنت مبشر. لقد سمعت كثيراً من جدتى وأيضاً فى أوربا عن السماء والجحيم وعن المسيح العظيم ولابد أن يأتى اليوم الذى سأقبل فيه المسيح لأبدأ الرحلة إلى السماء ولكن !!! ولكن ... بعد أن أنتهى من رحلتى حول العالم.

فى كل يوم تقريباً كان هدسون تيلور يجلس مع بطرس ليحدثه عن معانى الصليب والمسيح الحبيب وفدائه العجيب بل ومجيئه القريب. وفى كل مرة كان بطرس ينهى الحديث ويقول لهدسون «سأقبل المسيح بعد أول عظة لك فى الصين .. هذا وعد منى».

وفى صباح يوم 1854/2/22 وقبل وصوله إلى شنغهاى بالصين بسبعة أيام فقط، استيقظ هدسون تيلور وفى قلبه حب مقدس وجارف نحو صديقه بطرس، فذهب إليه فى كابينته ليصلى معه ولكنه لم يجده فى الكابينة ولما ذهب إلى ظهر السفينة وجده مستغرقاً فى فكر عميق وكأنه يسافر بأفكاره إلى كل العالم فى وقت واحد. فاقترب إليه وقال له:
بطرس أريد أن أصلى معك الآن لتقبل المسيح .. أفاق بطرس من تفكيره البعيد وكأنه عاد من سفر طويل وقال له:
صديقى عندى أفكار تفوق هذه البحار وخطط أكثر من كل الرمال عن أى مجال، سأعطى له وقتى بعد نهاية رحلتى حول العالم. نعم. لقد وعدتك انى سأقبل المسيح بعد أول عظة لك فى الصين فأرجو ألاَّ تلح علىَّ. وعندئذ اقترح تيلور على بطرس أن يهديه بعض النبذ عن المسيح ليقرأها. ولما قبل بطرس على مضض، دخل تيلور إلى كابينته ليُحضر النبذ ولكنه عاد سريعاً قبل إحضار النبذ على صرخات المسافرين .. أنقذوه .. راكب سقط فى البحر. انفجر قلب تيلور كالبركان الثائر وهو يرى رفيقه وسط المياه الغاضبة ووجه مملوء بالرعب وهو يصارع الأمواج المُزبدة ولا يقوى حتى على الصراخ من هول الصدمة.

ألقى تيلور بنفسه فى البحر وهو يمسك بسلم السفينة محاولاً انقاذ بطرس ولكن بطرس كان قد ابتعد كثيراً عن السفينة فنادى هدسون على صيادين كانوا قريبين من بطرس ... أنقذوه وسأعطى لكم أكثر من ثمن صيد كل الأسبوع.
كم ستعطى لنا؟
سأله الصيادون، قال 30 شلناً. قالوا هذا ليس بكافِ. قال لاتضيعوا الوقت ..
خذوا كل ماعندى وانقذوه، قالوا:
وكم تملك؟
أجاب على الفور 84 شلناً، قالوا:
لايكفى. صرخ تيلور خذوا كل ماتطلبوه، أجابوا:
نريد 120 شلناً.
قال: موافق .. انقذوه سريعاً. ولما تحركوا نحو بطرس فى بطء، كان بطرس قد غرق وغاص فى بحر لاأحد يعلم أعماقه ولا قراره إلا الله وحده ...

... صديقى .. صديقتى ..
كانت دقيقة واحدة كافية لانقاذ بطرس من هذا البحر ولكن واأسفاه. لقد هلك فمَنْ نلوم .. الصيادين أم بطرس؟
نعم أسمعك تجيبنى الاثنان مُخطئان لأنهما أجّلا حتى هلكت تلك النفس الخالدة.
أخى. أختى.
ان كنت نظير الصيادين أو مثل بطرس أدعوك أن ترافقنى فى رحلة سريعة إلى بحر آخر أشد خطورة من ذاك الذى غرق فيه بطرس. إنها البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.

وسأذكر لك بعض أوصافها من الكتاب المقدس :
(1)
أتون النار.
لا حدود لحرارة هذا الأتون
(متى 13: 42 قارن دانيال 3: 22)

(2)
بحيرة بلا قرار.
مكان متسع مُخيف ومُرعب
(رؤيا 20: 15)

(3)
كبريت يزيدها استعاراً.
أمواج البحيرة من كبريت مُلتهب
(رؤيا 14: 10)

(4)
دود يملأها مراراً.
دودهم لايموت والنار لاتُطفأ
(مرقس 9: 44)

(5)
الشياطين والأشرار.
هذا المكان به الشياطين والأشرار معاً
(متى 25: 41؛ رؤيا 20: 10)

(6)
ظلمة بلا فنار.
هذه البحيرة مُظلمة للأبد .. نار وظلام!!
(متى 25: 30)

(7)
أبدية بالاستمرار.
وسيُعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين
(رؤيا 20: 10)

أما النازل إلى هذا المكان فإلى أبد الآبدين يشعر بأنه :
1 - مذبوح (لوقا 19: 27)
2 - مربوط من رجليه ويديه (متى 22: 13)
3 - عطشان (لوقا 16: 24)
4 -يشرب من كأس غضب الله (رؤيا 14: 10)
5- هناك البكاء (متى 24: 51)
6 - صرير الأسنان والندم (متى 25: 30)
7 - دخان العذاب يصعد إلى أبد الآبدين (رؤيا 14: 11)

أيها القارئ العزيز
بحق كلمة الله أحذرك من هذا البحر الآخر الذى ينتظر كل مؤجل أو مُستهتر أو رافض للمسيح وخلاصه العظيم. وقبل أن أدعوك لتصلى معى أخبرك بأعظم بشارة. فكل هذه الويلات الجهنمية قد اجتاز فيها المسيح بدلاً منك وإن درست الكتاب المقدس سترى كيف احتمل هذه العذابات لأجلى ولأجلك. فهل تقبل فداءه فلا تغرق إلى الأبد فى البحر الآخر المُتقد بالكبريت؟
ألا تصلى معى الآن
يا من غرقت في بحار اللهب بدلاً مني ، لتنقذني من نيران الغضب و تمحو إثمي. أرتمي في أحضانك فَاعفُ عني.. آمين.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك