![]() |
المحبة لا تحسد
المحبة لا تحسد الذي يحب إنسانًا لا يمكن أن يحسده.. لأنك إن أحببت إنسانًا، تتمنى أن تزيد نعمة الله عليه، لا أن تزول النعمة منه. وإن أحببت إنسانًا، فإنك تفضله علي نفسك، بل تبذل نفسك عنه. وهكذا لا يمكن أن تشتهي أن يتحول الخير منه إليك فالمحبة تبني ولا تهدم.. وهكذا فإن الأم التي تحب ابنتها، لا يمكن أن تحسدها علي زواج موفق، بل تسعد بسعادتها، وتكون في خدمتها في يوم فرحها، نبذل جهدها أن تكون ابنتها في أجمل صورة وأجمل زينة. كذلك الأب يفرح بنجاح ابنه، ولا يمكن أن يحسده علي نجاحه.. https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg https://st-takla.org/Gallery/var/resi...David-1865.jpg داود الملك فوق السطح قبل سقوطه مع بثشبع لقد فرد داود الملك أم يجلس ابنه علي كرسيه في حياته. بل هو الذي دبر كل ذلك وأمر به. ولما جلس سليمان علي كرسي المملكة، قال داود (مبارك الرب إله إسرائيل الذي أعطاني اليوم من يجلس علي كرسي، وعيناي تبصران) (1مل48:1). وجاء عبيد الملك داود ليباركوا له قائلين (فليجعل إلهك اسم سليمان أحسن من اسمك، وكرسيه أعظم من كرسيك) (1مل47:1). وفرح داود بهذا، وسجد علي سريره. وفرح يعقوب بابنه يوسف، لما رآه رئيسًا في مصر.. وباركه وبارك ابنيه (تك48: 20-22). https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg ولعل من أروع الأمثلة في المحبة التي لا تحسد، موقف القديس يوحنا المعمدان من المسيح. كان المعمدان هو أعظم كارز في أيامه، وقد (خرجت إليه أورشليم وكل اليهودية وجمع الكورة المحيطة بالأردن، واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم) كانوا مع يوحنا. فهل دخل الحسد إلي قلب يوحنا؟ كلا بل فرح. فيوحنا كان يحب المسيح. والمحبة لا تحسد. لذلك قال عبارته الخالدة: من له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس، إذن فرحي هذا قد كمل، . ينبغي أن ذاك يزيد وأنى وأنا أنقص. الذي يأتي من فوق، هو من فوق الجميع) (يو3: 29-31). كان حبًا ممزوجًا بالإيمان، والاتضاع.. أما الحسد فنجده خاليًا من الحب في كل أحداثه. |
الساعة الآن 02:03 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025