![]() |
مغازي البدراوي يكتب : الإخوان المسلمون يستنجدون بروسيا
مغازي البدراوي يكتب : الإخوان المسلمون يستنجدون بروسيا https://cdn.alwafd.org/images/news/14...qzw3200g6d.jpg تثير الزيارة التي يقوم بها الرئيس المصري محمد مرسي لروسيا اليوم، أسئلة كثيرة حول أسبابها والأهداف المبتغاة من ورائها، خاصة وأن العلاقات المصرية الروسية، وإن لم تكن سيئة، إلا أنها ليست في أفضل أحوالها، حيث يوجد تناقض في التوجهات والمواقف السياسية بين الكرملين في موسكو والإخوان المسلمين في مصر. وذلك في مختلف القضايا، حيث تتعامل موسكو بتحفظ وحذر شديد مع أحداث "الربيع العربي"، خاصة مع الصعود الواضح لتيار الإسلام السياسي. وكانت موسكو قد حذرت منذ البداية من أن هناك جهات دولية تسعى لفرض تيارات الإسلام السياسي على الحراك الشعبي العربي، باعتبارها الأكثر قربا وولاءً لها، وما زال الروس على عقيدتهم هذه، التي أثبت تطور الأحداث صحتها بشكل كبير. ما صرحت به الرئاسة المصرية حول أهداف الزيارة، أشياء كثيرة توحي وكأن العلاقات بين البلدين ستعود لما كانت عليه في الستينات من القرن الماضي، حيث صرح المتحدث باسم الرئاسة بأن الزيارة ستتناول "استيراد الخبرة الروسية لتحديث الصناعات الاستراتيجية، وتطوير العلاقات الثنائية في مجالات النفط والغاز وتوليد الطاقة من المصادر التقليدية والمتجددة. والتنقيب عن واستخراج المعادن، ومشاركة الشركات الروسية في مشروعات السكك الحديدية والمترو، وبناء صوامع تخزين القمح، وإعادة تأهيل وتحديث الصناعات الاستراتيجية التي نفذها الاتحاد السوفييتي في مصر، مثل مجمع الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وفحم الكوك وتوربينات السد العالي لتوليد الكهرباء". ما قيل حول أهداف الزيارة يحتمل شكوكا كثيرة، حيث إن طبيعة العلاقات بين البلدين لا تسمح بهذا الحجم من التعاون المشترك، والامتناع في الواقع ليس من الجانب الروسي، لكن الامتناع سيكون من الجانب المصري بحكم توجهات السياسة الخارجية للإخوان المسلمين، والمرتبطة بجهات لا تسمح بعودة روسيا للساحة المصرية. والمنع هنا لن يأتي فقط من واشنطن المنافس الأول لروسيا، بل سيأتي أيضا من بعض الأطراف الإقليمية الداعمة للإخوان. الرئيس مرسي يأتي إلى روسيا اليوم ليطلب شحنات نفط وغاز وقمح، بأسعار مخفضة وبديون مؤجلة، وبعض المصادر تقول إن مرسي سيطلب من روسيا قرضا بنحو مليارين من الدولارات بشروط ميسرة، وهذه أمور لن تعترض عليها واشنطن ولا غيرها، طالما أنها مساعدات لا أكثر. وهناك رأي آخر يقول إن زيارة مرسي لروسيا تستهدف إثارة واشنطن، التي بدت في الآونة الأخيرة تأخذ مواقف سلبية وتوجه انتقادات حادة لممارسات الإخوان المسلمين. أيا كانت الأهداف من وراء الزيارة، فإن الأمور كلها تتوقف على القرار الروسي، وروسيا الآن ليست هي "الجمعية الخيرية السوفييتية السابقة" التي كانت تعطي بلا حدود وبلا مقابل. ولا شك أن مصر تشكل أهمية كبيرة لروسيا التي تطمح لاستعادة مركزها على الساحة الدولية، لكن موسكو لا ترى أن طموحاتها مع مصر يمكن أن تتحقق في ظل حكم الإخوان المسلمين، الذين يدينون بكامل الولاء لخصوم روسيا على الساحة الدولية. الوفد |
الساعة الآن 04:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025