منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   وعظات كتابية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   الحسد والغيرة بقلم: البابا شنودة الثالث07/03/2010 (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1325)

tito227 12 - 05 - 2012 08:31 AM

الحسد والغيرة بقلم: البابا شنودة الثالث07/03/2010
 
http://www.copts-united.com/uploads/91/Pope08.jpg




الحسد والغيرة
بقلم: البابا شنودة الثالث


الحسد بمعناه اللغوي هو تمني زوال النعمة أو الخير عن المحسود‏,‏ وتحول هذه النعمة والخير إلي الحاسد‏,‏ وبهذا المعني يكون الحسد خطية مزدوجة‏.‏ فتمني زوال النعمة عن المحسود خطية‏,‏ لأن ذلك ضد المحبة‏,‏ والمحبة لاتفرح بالإثم بل تفرح بالحق‏,


‏ وسليمان الحكيم يقول لا تفرح بسقطة عدوك‏,‏ ولايبتهج قلبك إذا عثر فكم بالأكثر إن كان الشخص الذي يتمني له الحاسد السقوط ليس عدوا‏,‏ ولم يفعل به شرا‏!!‏ كذلك تمني تحول خيره الي الحاسد يحمل خطية أخري‏,‏ إذ هو شهوة خاطئة‏.‏
هناك نوع آخر من الحسد‏,‏ يحذر منه الحكيم بقوله‏:‏ لاتحسد أهل الشر ولاتشته ان تكون معهم وهنا يرتبط الحسد بشهوة الخطية‏.‏ فيحسد الذين يرتكبونها حين لايكون بإمكانه ذلك‏.‏
وهذا يدل علي عدم وجود نقاوة في القلب‏,‏ وعلي ان القلب ليست فيه محبة الله ولامحبة الخير‏.‏
والحسد عموما هو ضد المحبة‏.‏ فالذي يحب انسانا لايمكن ان يحسده‏.‏ وأنت إن أحببت إنسانا‏,‏ تتمني أن تزيد نعمة الله عليه‏,‏ لا أن تزول النعمة منه‏.‏ وإن أحببت إنسانا‏,‏ فإنك تفضله علي نفسك‏,‏ بل تبذل نفسك من أجله‏.‏ وهكذا لايمكن ان تشتهي ان يتحول الخير منه اليك‏.‏ فالمحبة تبني ولاتهدم‏.‏
وهكذا فإن الأم التي تحب ابنتها‏,‏ لايمكن ان تحسدها علي زواج موفق‏.‏ بل تسعد بسعادتها وتكون في خدمتها في يوم زواجها‏.‏ تبذل جهدها ان تكون ابنتها في أجمل صورة وأجمل زينة‏.‏
وكذلك الأب يفرح بنجاح ابنه‏.‏ ولايمكن ان يحسده علي نجاحه ولا علي تفوقه‏,‏ لا علي نيله درجة أعلي من درجة هذا الأب‏.‏
ما من جهة الغيرة‏,‏ فليست كل غيرة لونا من الحسد الخاطئ‏.‏ وليست كل غيرة ضد المحبة‏.‏ لأنها مغبوطة هي الغيرة في الحسني‏.‏ انها الغيرة التي لاتحسد‏,‏ وإنما تقلد‏,‏ وتتحمس للخير فنحن نسمع عن فضائل الابرار‏,‏ سواء الذين تركوا عالمنا الحاضر‏,‏ او الذين مازالوا أحياء‏.‏ فنغار منهم غيرة تجعلنا نتمثل بأفعالهم‏,‏ لا أن نحسدهم أو نتمني زوال النعمة منها إلينا‏!!‏ بل نفرح كلما نعرف جديدا من فضائلهم‏.‏
إن الذي يحب الفضيلة‏,‏ لايحسد الفضلاء‏.‏ والذي يحب الفضلاء‏,‏ لايحسدهم بل يقلدهم‏.‏ إن القديسين ماكانوا يحسدون بعضهم بعضا في حياة الروح‏.‏ بل كان ارتفاع الواحد منهم في الطريق الروحي‏,‏ يشجع الآخرين ويقويهم‏,‏ فيمجدون الله بسببه‏.‏ وتملكهم الغيرة المقدسة‏,‏ فيفعلون مثلما يفعل‏.‏ ويطلبون صلواته عنهم وبركته لهم‏.‏
هنا ونسأل سؤالا مهما وهو‏:‏ هل الحسد يضر؟ نقول أولا إن الحسد يضر الحاسد وليس المحسود‏.‏ فالحاسد تتعبه الغيرة‏,‏ ويتعبه الشعور بالنقص‏.‏ يتعبه منظر المحسود في مجد‏.‏ تتعبه مشاعره الخاطئة‏.‏ وكما قال الشاعر‏:‏
اصبر علي كيد الحسود‏..‏ فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها‏...‏ إن لم تجد ماتأكله
وكذلك فإن الحاسد بتعبه تفكيره وسعيه في الأضرار بالمحسود‏.‏ وقد لايفلح في ذلك‏,‏ ويزداد المحسود ارتفاعا‏,‏ فيزداد هو غيظا‏..‏ إن القلب الخالي من المحبة لابد أن يتعب‏.‏ وقد يسعي الحاسد إلي التحرش بالمحسود وإهانته‏.‏ فيقابله المحسود برقة ولطف‏,‏ فتتعبه رقته ولطفه‏.‏
ويتعبه فشله في إثارته‏,‏ وتزداد فيه النار اشتعالا‏.‏
نقطة أخري وهي ان الحسد مع كونه في حد ذاته لايضر‏,‏ ولكن المؤامرات التي يدبرها الحاسدون قد تضر أحيانا‏.‏ ولا يكون الضرر عبارة ضربة عين كما يظن البعض‏!‏ وإنما هو متاعب نتيجة لمؤامرات الحاسدين‏.‏ إن الحسد هو مشاعر قلب خاطئ‏,‏ وليس ضربة عين‏.‏ ونحن حينما نطلب من الله في صلواتنا أن ينجينا الله من الحسد‏,‏ لانقصد أبدا ان ينجينا من ضربة عين‏,‏ إنما من مؤامرات الحاسدين‏.‏ كما نطلب من الله ايضا ان يبعد عن قلوبنا حسدنا لغيرنا‏.‏
إن كثيرا من الناس يحاولون إخفاء كل خير يأتيهم خوفا من حسد الناس لهم‏!‏ ولكنه خوف مبني علي جهل‏,‏ ظانين ان معرفة الحاسدين بخيرهم تسبب لهم ضررا‏!‏ أو ألا ضربة عين تصيبهم‏,‏ فتفقدهم ماهم فيه من خير‏!‏
إن ضربة العين لو كانت حقيقية‏,‏ إذن لهلك كل أصحاب المواهب والمناصب والتفوق‏..‏ الحاصلون علي جائزة نوبل كل عام‏,‏ أليس لهم حاسدون؟ وهؤلاء الحاسدون أليست لهم عيون؟‏....‏ فهل نتيجة حسدهم يفقد العالم أعظم علمائه وأدبائه وأبطال السلام فيه‏!!‏ وأيضا ابطال الرياضة أصحاب الكئوس الذهبية‏,‏ والميداليات‏,‏ والمتفوقين في الفن والموسيقي‏,‏ وملكات الجمال في العالم‏...‏ أليس لكل هؤلاء حاسدون وللحاسدين عيون‏..‏ والذين ينجحون في الانتخابات او الذين يتولون مناصب ورياسات علي كل المستويات‏,‏ وفي كل البلاد أليس لهم حاسدون‏.‏ وأوائل الثانوية العامة‏,‏ وقد يكون الأول متفوقا بنصف درجة فقط عن الذين يليه‏,‏ أليس لكل أولئك حاسدون ولهم عيون تفلق الحجر؟‏!!‏
ننتقل الي نقطة اخري‏,‏ وهي حسد الشياطين‏.‏ لاشك ان الشيطان يحسد الإنسان البار علي بره وفضائله ونقاوة قلبه‏,‏ بينما الشيطان قد فقد تلك النقاوة وكل مايتعلق بالبر‏,‏ ويحسده أيضا علي علاقته الطيبة مع الله ـ تبارك اسمه ـ بينما هو قد خسر تلك العلاقة‏,‏ ويجسده علي مايتمتع به من نعمة ومن بركة‏,‏ بينما الشيطان محروم من كل هذا‏.‏ ويحسده علي ماينتظره في الأبدية من نعيم وفرح‏,‏ بينما الشيطان يخاف هذه الأبدية‏.‏
لذلك فإن الشيطان إن وجد الانسان في طريقه لعمل فضيلة معينة‏,‏ يحاول ان يبعده عن عملها بجميع الطرق‏.‏ وإن وجد الإنسان بارا‏,‏ يحاول أن يسقطه من بره‏.‏ ولكن الله لايسمح له بكل ذلك‏,‏ ويرسل حفظه لهذا الانسان‏.‏


MenA M.G 24 - 08 - 2016 11:18 AM

رد: الحسد والغيرة بقلم: البابا شنودة الثالث07/03/2010
 
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك


الساعة الآن 01:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025