إن الأقلام، لتقف عاجزة عن وصف ما حدث على الصليب،

لأن الكاتب الماهر لا يستطيع ببلاغته

وصف تلك الظلمة الكثيفة،
التي التفت حول ابن الله وهو يعاني آلام الصليب.
واعجباه!
هوذا الناس يصلبون إلههم!

ها هي الخليقة تمزق خالقها!

هوذا الذين تقمصتهم الأرواح السفلى يتغلبون على الروح المتجسد من أعلى!

ها هي البغضاء تنتصر على المحبة!
كل هذا كان في الظاهر،

أما الحقيقة فهي أن المحبة، ا
حتملت البغضاء.
لأن الكلمة المتجسد،
لم يسقط في التجربة،

ويثور ضد الآب. بل بقي حتى حين عصفت به أشد الآلام هولا،
قدوساً، صبوراً، محباً خاصته.
وفي غمرة تلك الآلام وعجيجها

برهن أنه بالحق حمل الله حامل خطية العالم.

كان مهيناً جداً أن يصلب بين لصين،
ولكنه كمستهين بالخزي من أجل سروره بخلاصنا،
قابل حماقة صالبيه بالغفران.
وبالغفران الذي تلفظ به على الصليب لمس قلب اللص،
وأعطاه نعمة للتوبة،
فنصيباً مع القديسين.
وهذا الفادي الرب أخذ مكاني ومكانك على صليب العار،
لكي يمحو العار عنا،

ويعطينا الكرامة والشرف.

فهل تتوب لتخلص بنعمته،
أو تظل قاسياً فتهلك؟
المصلوب أعد كل شيء لمحو خطاياك،
وإنما عليك أن تقرر.
صحيح أن بيلاطس رضخ أمام ضغط اليهود،

ولكنه شاء أن يختم القضية بصفعة وجهها إلى كرامتهم،

إذ كتب على الصليب يسوع الناصري ملك اليهود.
وقد كتب هذه العبارة بلغات العالم المتمدن الثلاث: العبرانية،
واليونانية، واللاتينية.
لكأن الله شاء أن يستخدم هذه الكتابة ليعلم الناس أن يسوع المصلوب
هو الموعود به ابن داود وابن الله. وأنه المسيح ملك اسرائيل،
وأنه كنز الحكمة ورب الحق.
كان أعداء المسيح وقحين جداً،
فقد ألزموا بيلاطس رغم إرادته لكي يحكم على يسوع بالموت.
واستمروا في إغاظة هذا الحاكم، حتى في أمر الإعلان،

الذي علقه على الصليب.
ولكن بيلاطس رفض رغبتهم الأخيرة في تغيير الإعلان،
لكأنه أراد أن يعرض بادعائهم الولاء لقيصر،
ويثبت أن يسوع هو ملك.




حيث صلبوه وصلبوا اثنين آخرين معه
من هنا ومن هنا ويسوع في الوسط "
(يوحنا ١٩: ١٨).




لنسجد للمصلوب،
لأنه حمل خطايانا في جسده على الصليب،
طالبين ثمار مصالحته فينا وفي كل العالم.