" إن الآب فيّ وأنا فيه"
(يوحنا ١٠ : ٣٨).




لقد صرّح يسوع لليهود جهاراً :
أنا هو المسيح ابن الله الحي.
وكان أسهل عليه لو صمت،

ولم يعلن رسالته.

بل اكتفى بأن يحب ويخدم،
ويظهر ذاته كنبي فقط،
ولكن يسوع جاء من الله ليشهد بكذب المنطق،

ويجري ويخرج حق الروح القدس.
يتصور عقلنا البشري،
أن الله واحد في الهيئة والجوهر.

ولكن من يستطيع معارضة الله
إن هو أراد أن يعلن جوهره الواحد في ثلاثة أقانيم.

من يقدر أن يمنع هذا الإله الحق الكلي القدرة،
أن يكون كما تشاء عزته،
وأن يعمل ما يريد.

لأنه هو المحبة،

والحق، والقوة.
إن شهد المسيح أن أباه فيه،

وهو في أبيه،

فهذه الشهادة حق وصدق،
وممكنة بواسطة الروح القدس.
لأن روح الله موجود في كل مكان.
وكما أن الهواء في الرئتين
وفي نفس الوقت يحيط بنا ومحيط بعالمنا الأرضي،
هكذا يحقق الروح القدس حضور الآب في ابنه.
يعلّمنا الكتاب المقدس،
أن الله خلق الانسان على صورته كشبهه.
ولكن بسبب الخطية فقد الانسان هذه الصورة.
وأعوزه مجد الله في المسيح،

لكي يرجع له الصورة التي فقدها.
ويعلمنا الكتاب العزيز أيضا أن كل ملء اللاهوت حل في جسد المسيح، مؤكداً لنا أن روح الله يدخل في الإنسان دون أن يصعقه. ونحن كم يجب أن نشكر المسيح،

لأنه بحلوله بالإيمان في قلب الإنسان أعاد إليه صورة الله الكاملة.
كان الله في إبنه حاضراً مستتراً،
لأن نحن البشر لا نحتمل مجده الظاهر.
ولكن لا يظن أحد أن في نزوله في هيئة إنسان دينونة،
بل فداء.
وكل النبوات السابقة عن التجسد،

وآيات المسيح التي صنعها، ليست إلا دلائل صريحة على دخول رحمة الله إلى العالم .
في أحيان عديدة،
يهب الله لنفوس بطيئة الإيمان نعمة الإدراك قبل الايمان.
ولكن غالباً،
يدفعك الروح لإعلان إيمانك بجرأة بوحدة الثالوث الأقدس،
فيرفعك عن كيانك المحدود والمقيد.
وهذا الروح القدوس، يعيدك إلى الأرض ويقيمك على رجليك،
لتخدم في الوحول والأقذار،
كما خدم المسيح،

وأحب هذا العالم.
ولكن حيث يكون الانسان مستكبراً،
ويؤمن بعقله وتقاليده أكثر من كلمة الله،
فلا بد أن يرفض المسيح ويبغضه ويجدف على اسمه.

فلنسجد لوحدة الثالوث الأقدس طالبين ثباتنا فيه.