أشتاق لتلك الايام التى مضت ، وهرعت منى وتركتنى ومضت ، وأصبحت بدونها وحيدةُ ، أصبحت ماهى إلا أيام تؤنس غُربتى ، وتشد أذرى فى تلك الحياة .
كم أشتاقُ لطفولتى وقت كنت أضحك دون سبب ، ودون خوف ، ودون رقيب .
كم أشتاقُ لطفولتى وقت كنت أبكى دون سبب ، ودون خوف ، ودون رقيب .
كم أشتاقُ لتلك الليالى التى مضت ، واخذت معها وميض الفرحة .
أشتاقُ للعبى تحت قطرات المطر ، وصراخى فى وجه أصدقائى ثم أعتذارى لهم .
أشتاقُ للنوم فى حُضن أمى وانا استنشق أنفاسها .
أشتاقُ لقهقهتى وسط حشود من الأصدقاء على أتفه الأسباب .
أشتاقُ لبراءةُ ، وسعادة لا أدرى أين أختفت ، أبحث عنها ولا أجد لها طريقاً ، رُبما تزورنى من حين لآخر لكن قلما أطالت وقت زيارتها .
أشتاق أن أجرى ، و أجرى ،و أجرى دون خجل ان ينظر إلى الناس بسخرية ، ثم أشعُر فى نفسى فرحة الفوز على نفسى .
أشتاق لناس كانوا كل طفولتى ، وكل حياتى ، واندثروا الآن فى دفاتر الذاكرة ، تشتاق لهم العين ولا تراهم ، ويرفرف القلب شوقاً لهُم لا يجدهم .
أشتاق ، و أشتاق ، و أشتاق ، والشوق يسكن قلبى ويحز مرارة فى نفسى ولا أبوح سوى لعينى التى أنطفأت دموعها ، وقلبى الذى يستنشق عبير الماضى ويقول {هيهات ان تعود تلك الأيام} لكنها لن تعود .