منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مواضيع وتأملات روحية مسيحية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=46)
-   -   الذي لي (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=120392)

Mary Naeem 11 - 12 - 2012 04:17 PM

الذي لي
 
الذي لي
http://alaberoon.com/images/7.jpg

لم ينطق بهذه العبارة غني يتباهى بما يملك من اموال طائلة ومقتنيات ثمينة وممتلكات شاسعة ، انما قالها انسان لا يملك شيئا ً من هذه الدنيا . نعم قالها بطرس الصياد الفقير . كان بطرس ويوحنا يهمان بدخول الهيكل عندما وجدا اعرجا ً من بطن أمه يحملونه ويضعونه عند الباب ليستعطي . كان ينتظر ان يأخذ شيئا ً منهما ، ففاجئه بطرس بالقول : " لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ : بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ " ( اعمال الرسل 3 : 6 ) . " فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ ، فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ . " ( اعمال الرسل 3 : 7 ، 8 ) .
لو كنا في موقف بطرس لكنا أغلب الظن خاطبنا الاعرج قائلين : كنا نود ان نعمل شيئا ً يفيدك ، نقدم علاجا ً فعالا ً او عونا ً ماليا ً ولكن للاسف ليس لنا لنا سوى الصلاة نرفعها من اجلك . نقول هذا لاننا نفتقر الى الايمان الصادق بقوة الله فينا واننا نستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينا . اما لو كان لنا هذا الايمان لواجهنا مثل هذه الحالات المستعصية بغرس الاطمئنان والثقة في البشر بدلا ً من لغة الاسف والاعتذار لاننا لا نملك شيئا ً نقدمه سوى الصلاة وكأن الصلاة هي سلاح العاجز أو وسيلة الفاشل أو القشة التي يتمسك بها الغريق اليائس . كم من مرة احجمنا عن تقديم ما وهبنا الله من روحيات لاننا لم نقيمها تقييما ً صحيحا ً عادلا ً معتقدين ان ما نملكه رخيص تافه لا يتطلع اليه الناس ولا يمكن ان يكون ذا فائدة حقيقية لهم . أما بطرس وقد ادرك قيمة ما له وعرف ان كل الذهب والفضة لا تستطيع شفاء هذا العرج الخلقي ، لم يتردد ان يقدم بإسم المسيح بركة الشفاء للمقعد المسكين ، وكم من بركات لا يستطيع ذهب العالم كله ان يشتريها . وإذا كان الله قد ميز المؤمنين بأن يكون رسله الى العالم المسكين يحملون اليه البشائر والبركات فإن هذا الامتياز وضع عليهم ايضا ً مسؤولية كبيرة جدا ً ، مسؤوليتهم كوكلاء ائتمنهم الله على اثمن وأعز ما عنده وقد اصبحوا مسؤولين عن النفوس المحتاجة الذين يصرخون ليلا ً ونهارا ً : اعبر الينا وأعنا ( اعمال الرسل 16 : 9 ) .
من عمق الشعور بثقل هذه المسؤولية كتب الرسول بولس في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس 9 : 16 " إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ، فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ . " . واذا سرى نفس هذا الشعور بين جماعة المؤمنين الآن فلا شك انه يبعث فيهم اليقظة فيهبوا من سلبيتهم صارخين باستنكار : " هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ ." ( 2 ملوك 7 : 9 ) قد لا يملك كثير من المؤمنين فضة ولا ذهبا ً فيتعرضون للاحباط ازاء احتياجات الناس المتكاثرة ، ومع هذا فانهم لو نظروا الى ما وهبهم الله من نعم وبركات فياضة فانهم سيرون الصورة الحقيقية الصحيحة التي تعكس حالهم كما رآها الرسول بولس في رسالته الثانية الى اهل كورنثوس 6 : 10 " كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ " .







الساعة الآن 12:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025