منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شخصيات الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   لم يندفع عزرا إلى توبيخ الشعب المتراخي بسياطه (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1163206)

Mary Naeem 14 - 12 - 2025 08:11 AM

لم يندفع عزرا إلى توبيخ الشعب المتراخي بسياطه
 
لحل مشكلة الزوجات الأجنبيات لم يأت الحل من قبل عزرا الكاهن، ولو أن هذا الحل كان في عقله وقلبه، إنما جاء عن طريق رجل غيور وهو " شَكَنْيَا بْنُ يَحِيئِيلَ" الذي " قَالَ لِعَزْرَا إِنَّنَا قَدْ خُنَّا إِلهَنَا وَاتَّخَذْنَا نِسَاءً غَرِيبَةً مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ. وَلكِنِ الآنَ يُوجَدُ رَجَاءٌ لإِسْرَائِيلَ فِي هذَا. فَلْنَقْطَعِ الآنَ عَهْدًا مَعَ إِلهِنَا أَنْ نُخْرِجَ كُلَّ النِّسَاءِ وَالَّذِينَ وُلِدُوا مِنْهُنَّ... وَلْيُعْمَلْ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ. قُمْ فَإِنَّ عَلَيْكَ الأَمْرَ وَنَحْنُ مَعَكَ. تَشَجَّعْ وَافْعَلْ" (عز 10: 2 - 4).

ويقول "القمص تادرس يعقوب": "انهارت نفس عزرا عندما عرف أن من بين الذين جاءوا من السبي عوض تقديم ذبائح شكر لله القدوس، والالتزام بالحياة المقدَّسة، اختلطوا بشعوب الأرض، وتزوجوا بنساء وثنيات. إنها خيانة عظمى لله! إذ سمع عنها عزرا يقول: "مَزَّقْتُ ثِيَابِي وَرِدَائِي وَنَتَّفْتُ شَعْرَ رَأْسِي وَذَقْنِي وَجَلَسْتُ مُتَحَيِّرًا" (عز 9: 3). قدّم عزرا صلاة بصوت مرتفع لكي يسمعه كل الشعب الذين اجتمعوا لخدمة المساء. منظر هذا الكاهن القائد ساقط أمام بيت الرب يبكي على خطايا شعبه هزَّ قلوب الرجال والنساء، حتى الأطفال، فصار الكل يبكون بكاءً عظيمًا، فالحب الحقيقي النابع من قلب متواضع أكثر قوة وفاعلية من العظات المنمَّقة والتهديدات. لم يحسب عزرا سقوطه وبكاءه يفقدانه مهابته ككاهن قائدٍ، بل هما سمات القائد المحب الحقيقي"(2).

ويقول "ديريك كيدنر": "لم يندفع عزرا إلى توبيخ الشعب المتراخي بسياطه، ويدفعهم إلى العمل، وإنما اكتفى بأن ينخس ضمائرهم إلى الدرجة التي جعلتهم يستحثونه هو أن يتصرف. لقد استثارتهم حالة اليأس والإحباط التي بدت عليه إلى البحث وبسرعة عن منفذ حتى يوجد رجاء لإسرائيل (عز 10: 2-3) ومهما يكن الثمن. كما أن استسلامه للحزن والأسى دفعهم إلى أن يسارعوا بالاستجابة بأكثر فاعلية وواقعية... ومن هنا كانت تلك الإجراءات الصارمة التي استحلف كل قطاع من الشعب أن يتقبلها وينفذها (الآية 5) والتي كانت جميعها من صميم اختيارهم. وهذا ما يتعدى التزامهم بتنفيذها. وفي هذا الأمر لم تلعب مشورته سوى دورًا محَّددًا"(3).

وبدأ عزرا يتخذ الخطوات العملية: "واسْتَحْلَفَ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ هذَا الأَمْرِ، فَحَلَفُوا" (عز 10: 5). إذًا صاحب الاقتراح كان أحد الشجعان، وهو "شكينا بن يحيئيل" ووافق على هذا الاقتراح كل الشعب وقياداته المدنية والدينية، فصار الجميع ملتزمًا به، وأطلقوا نداءً في يهوذا وأورشليم لكيما يجتمع بنو السبي في أورشليم خلال ثلاثة أيام، وفي الاجتماع تم طرح المشكلة "فَأَجَابَ كُلُّ الجَمَاعَةِ وقَالُوا بِصَوْتٍ عَظِيم كَمَا كَلَّمْتَنَا كَذلِكَ نَعْمَلُ" (عز 10: 12). لقد أعلنوا موافقتهم بصوت عظيم لأنهم أدركوا أن مخالفة الوصية سيقودهم حتمًا للهلاك مع زوجاتهم وأولادهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. نعم كان من الأفضل كثيرًا أن لا يقع الشعب في هذه الخطية من البداية، عوضًا أن يقع فيها ويُعالج تبعاتها، لأنه لا بد من تصحيح الأوضاع. أما الناقد فيرى أن العودة إلى الالتزام بالوصية جريمة نكراء ارتكبها عزرا في حق من تزوجوا بأجنبيات لأنه فرَّق الرجل عن زوجته الحبيبة، والأم العطوف عن أطفالها، مع أن هذا القرار لم يفرّق بين الأم وأطفالها، لأنها ستأخذ أطفالها معها، فقد قال شكنيا "نُخْرِجَ كُلَّ النِّسَاءِ وَالَّذِينَ وُلِدُوا مِنْهُنَّ"(عز 10: 3). كما أن انفصال الزوج عن الزوجة في مجتمع كثر فيه الطلاق لم يكن بمثاب الشر العظيم والكارثة العظمى في حياة الأسرة، لأن انفصاله عن زوجته وأولاده لا يمنعه من إعالتهم وتوفير احتياجاتهم المادية، وأيضًا الزوجة التي تقبل أن تتهوَّد تظل زوجة ولا يسري عليها قرار الانفصال هذا.



الساعة الآن 12:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025