منتدى الفرح المسيحى - هل يعتبر الاكتئاب خطيئة في التعاليم المسيحية

https://upload.chjoy.com/uploads/172390182821061.jpg

هل يعتبر الاكتئاب خطيئة في التعاليم المسيحية

بشكل عام ، لا يعتبر اختبار الاكتئاب نفسه خطيئة في التعاليم المسيحية السائدة. ومع ذلك، كانت هناك بعض الآراء المتضاربة حول هذا الموضوع عبر التاريخ المسيحي وعبر الطوائف المختلفة.

معظم القادة المسيحيين المعاصرين وعلماء اللاهوتيين لا ينظرون إلى الاكتئاب السريري على أنه خطأ، بل كحالة طبية تتطلب الرحمة والعلاج. يتوافق هذا المنظور مع الفهم الطبي الحديث للاكتئاب كاضطراب معقد مع العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. العديد من الكنائس اليوم تشجع بنشاط أولئك الذين يعانون من الاكتئاب لطلب المساعدة المهنية جنبا إلى جنب مع الدعم الروحي.

ومع ذلك ، فإن بعض الجماعات المسيحية ، وخاصة تلك التي لديها ميول أكثر أصولية ، قد حددت في بعض الأحيان الاكتئاب باعتباره فشلًا روحيًا أو نقصًا في الإيمان. غالبًا ما ينبع هذا الرأي من سوء فهم طبيعة الاكتئاب وأسبابه. كما لوحظ في البحث ، "بعض الأدبيات المسيحية التي تهدف إلى المصابين بالاكتئاب يربط الاكتئاب بالخطيئة من خلال الادعاء بأن الاكتئاب هو خطيئة أو نتيجة للخطيئة" (كوبلنتز ، 2017). يمكن أن يكون هذا المنظور ضارًا للغاية ، وقد يؤدي إلى تفاقم مشاعر الذنب وعدم القيمة لدى أولئك الذين يعانون بالفعل من الاكتئاب.

من المهم التمييز بين الاكتئاب كحالة سريرية ومشاعر اليأس الروحي أو الأسية (نوع من الخمول الروحي المعترف به من قبل الرهبان المسيحيين الأوائل). في حين أن هذا الأخير يمكن اعتباره خاطئًا في بعض التقاليد المسيحية ، إلا أن الاكتئاب السريري ليس كذلك بشكل عام.

يحتوي الكتاب المقدس نفسه على العديد من الأمثلة على شخصيات تعاني من اليأس العميق والكرب العاطفي ، والتي غالباً ما يتم تفسيرها على أنها وصف لما نعرفه الآن على أنه اكتئاب. وعادة ما يتم تقديم هذه الحسابات مع التعاطف بدلا من الإدانة.

تؤكد التعاليم المسيحية على محبة الله وتعاطفه مع أولئك الذين يعانون. يفسر الكثيرون علاجات يسوع واهتمامه بالمصابين كنموذج لكيفية تعامل المسيحيين مع قضايا الصحة العقلية - بالعناية والدعم بدلاً من الدينونة.

في حين أن بعض المسيحيين قد ينظرون إلى الأفكار السلبية المستمرة أو السلوكيات المرتبطة بالاكتئاب على أنها خاطئة ، فإن اللاهوت المسيحي السائد يميز بين المرض نفسه والاستجابات الخاطئة المحتملة له (مثل إيذاء النفس أو تعاطي المخدرات).