![]() |
شتان بين بنوة السيد المسيح لله الآب وبنوة سليمان
إن كان سليمان ابنًا لله فلماذا أخص يسوع بالبنوة له؟ شتان بين بنوة السيد المسيح لله الآب وبنوة سليمان، لأن بنوة السيد المسيح هي بنوة ذاتية، فالابن من ذات الجوهر الإلهي، مثل ولادة الشعاع من الشمس، وهى ولادة روحية، ليست جسدية ولا مادية ولا حسيَّة، وهى ولادة دائمة ليست ولادة زمنية لحظية، بل ولادة مستمرة منذ الأزل وإلى الأبد وفي كل لحظة، وفي ولادة الابن من الآب ليس بها سابق ومسبوق فلم يمر وقت كان فيه الآب بدون الابن، لأن الابن هو عقل الله الناطق، والآب لم يُدعى أبًا إلاَّ لأنه له ابن، مثل الينبوع الذي لا يُدعى ينبوعًا أن لم ينبع منه ماء... إلخ. أما بنوة سليمان لله هي بنوة بالتبني، فسليمان لم يكن من ذات الجوهر الإلهي، إنما الله تبناه ابنًا له، مثله مثل جميع المؤمنين اليوم، إذ نُصلِّي قائلين: "أبانا الذي في السموات"، وقال الإنجيل: "وأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ" (يو1: 12-13). فنحن البشر بنوتنا لله هي نوع من التبني والتشريف مرتبطة بالزمن (1يو 3: 1) وليس من جوهره وإلاَّ صرنا آلهة، ولم تكن هذه البنوة موجودة قبل إيماننا ومعموديتنا، وعبارة "الابن" في الكتاب تكفي وحدها لتعني السيد المسيح (يو 5: 21؛ 8: 36). |
| الساعة الآن 07:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025