![]() |
كَانَتِ المَرْأَةُ تَطْحَنُ بُكُورًا كُلَّ صَبَاحٍ مَا يَكْفِي العَائِلَةَ لِيَوْمٍ وَاحِدٍ
https://upload.chjoy.com/uploads/176391250878181.jpg وتكونُ امرأَتانِ تَطحَنانِ بِالرَّحَى فتُقبَضُ إِحداهما وتُترَكُ الأُخرى. تُشِيرُ عِبارَةُ "الرَّحَى" إِلَى رَحَى اليَدِ، وَهِيَ الآلَةُ الَّتِي كَانَتْ مُسْتَخْدَمَةً فِي فِلَسْطِينَ وَالبِلادِ المُجَاوِرَةِ لِطَحْنِ الحُبُوبِ. وَهِيَ مُؤلَّفَةٌ مِنْ حَجَرَيْنِ مُسْتَدِيرَيْنِ، قُطْرُ كُلٍّ مِنْهُمَا نَحْوَ نِصْفِ ذِرَاعٍ فَمَا فَوْقَ، وَسُمْكُهُ نَحْوَ ثَلَاثَةِ قَرَارِيط أَوْ أَكْثَرَ. يُسَمَّى الحَجَرُ السُّفْلِيُّ رَحَى، أَمَّا العُلْوِيُّ فَيُسَمَّى المِرْدَاةَ. وَيَتَوَسَّطُ الحَجَرَ السُّفْلِيَّ مِحْوَرٌ يَدْخُلُ فِي ثُقْبٍ فِي مَرْكَزِ المِرْدَاةِ، وَتُسْكَبُ الحُبُوبُ فِي هَذَا الثُّقْبِ لِتَنْطَحِنَ، ثُمَّ يَخْرُجَ دَقِيقُهَا مِنْ بَيْنِ الحَجَرَيْنِ عِنْدَ مُحِيطِ الدَّائِرَتَيْنِ. أَمَّا تَحْرِيكُ المِرْدَاةِ فَيَكُونُ بِوَاسِطَةِ مِسْكَةٍ مِنْ خَشَبٍ مُثَبَّتَةٍ عَلَى طَرَفِهَا العُلْوِيِّ. وَقَدْ تَكَلَّمَ الكِتَابُ المُقَدَّسُ عَن صَلَابَةِ حَجَرِ الرَّحَى: "قَلْبُهُ كَالحَجَرِ، وَصَلْبٌ كَالصَّخْرِ الرَّحِيِّ" (أَيُّوب 41: 24). وَكَانَ الطَّحْنُ مِنْ أَعْمَالِ النِّسَاءِ (جَامِعَة 12: 3)، وَالْجَوَارِي (خُرُوج 11: 5)، وَحَتَّى السُّجَنَاءِ (قُضَاة 16: 21). وَلَمْ يَكُنْ عَمَلًا مُذِلًّا لِلنِّسَاءِ، بَلْ عَمَلًا يَوْمِيًّا أَسَاسِيًّا لِمَعِيشَةِ البَيْتِ. فِي البُيُوتِ اليَهُودِيَّةِ، كَانَتِ المَرْأَةُ تَطْحَنُ بُكُورًا كُلَّ صَبَاحٍ مَا يَكْفِي العَائِلَةَ لِيَوْمٍ وَاحِدٍ، وَخُصُوصًا فِي فَصْلِ الشِّتَاءِ حَيْثُ يَبْكُرُ النَّهَارُ. وَلِذَا نَهَتِ الشَّرِيعَةُ عَنِ ارْتِهَانِ الرَّحَى، فَقِيلَ: "لَا يَرْتَهِنْ أَحَدٌ حَجَرَيِ الرَّحَى… فَإِنَّهُ يَرْتَهِنُ نَفْسًا" (تَثْنِيَة 24: 6). فَالرَّحَى أَدَاةُ مَعِيشَةٍ، وَحِجْرُهَا حَيَاةُ البَيْتِ، وَارْتِهَانُهَا يُعَدُّ حَرْمَانًا مِنْ لُقْمَةِ العَيْشِ. |
| الساعة الآن 04:54 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025