![]() |
يليق بنا أن نجيب دومًا على سؤال السيد المسيح في كل عمل
https://upload.chjoy.com/uploads/174983040987791.jpg "فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان، فقال لهما: ماذا تطلبان؟ فقالا: ربي، الذي تفسيره يا معلم أين تمكث؟" [38]. يليق بنا أن نجيب دومًا على سؤال السيد المسيح في كل عمل وفي كل كلمة ننطق بها أو فكر ننشغل به: ماذا تطلب؟ هل نطلب مسيحنا في كل تصرف؟ هل ننشغل باستنارتنا بروحه القدوس؟ هل نشتهي حضن الآب؟ هل نطلب بنياننا ونمونا في المعرفة الصادقة، وتقديسنا المستمر، ومجدنا الداخلي؟ هل نطلب ما لمجد الله وبنيان الكنيسة؟ سؤال السيد المسيح المستمر لكل إنسان: ماذا تطلب؟ هل يطلب ممتلكات العالم وملذاته، أم يطلب مديح الناس والكرامة الباطلة؟ أم أن يمكث مع المسيح أينما وجد؟ لم يكن للسيد موضع يستريح فيه، بل عاش كغريبٍ، هكذا من يطلبه يمكث معه كغريبٍ على الأرض. فلا يكفي أن نطلب من السيد أن نتبعه بين حين وآخر، وإنما يلزمنا أن نمكث معه. كلما اقتربنا إليه نتمتع ببهاء مجده، وننعم بغنى حبه، ونشتهي ألا نفارقه. إننا في حاجة أن نلتقي به ونمكث معه فنجلس عند قدميه ونرتوي من ينابيع حبه، ونستنير بروحه القدوس فنتعرف على أسراره الخفية غير المنطوق بها. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "لم يقولا علمنا تعليمًا في الآراء والمعتقدات أو غير ذلك من الأمور الضرورية، لكنهما قالا: "أين تمكث؟" إذ طلبا المكوث معه جاءت الإجابة سريعة أن يأتيا وينظرا في الحال ليمكثا معه دون تأجيل. الوقت الآن مقبول (2 كو 6: 2). كان ربنا يسوع المسيح يدرك تمامًا ما في قلبيهما أنهما يطلبان أن يتبعاه فلماذا سألهما؟ أولًا: ليهبهما الثقة، فيعلنان رغبتهما، ويظهر مسرته بغيرتهما نحو الخلاص والحياة المقدسة لكي يسندهما. ثانيًا: ليعلن أنه من جانبه مستعد أن يبدأ معنا رحلة نفوسنا نحو الحق والمجد الأبدي، لكنه لن يبدأ بدون إرادتنا. إنه يقدس الحرية التي وهبنا إياها. * نتعلم أن إلهنا لا يعوق بمواهبه إرادتنا، لكننا إذا بدأنا نحن يعطينا الإرادة عينها (يلهب شوقنا إليه بالأكثر)، ويهبنا أسبابًا كثيرة لخلاصنا(253). * "ماذا تطلبان؟.. بسؤاله هذا جعلهما أكثر ائتلافا له، ووهبهما جرأة أعظم، وأظهر أنهما مستحقان أن يسمعاه؛ لأنه من المحتمل أنهما كانا خجولين وخائفين، كمن هما ليسا معروفين لديه، وقد سمعا عنه شهادة معلمها له. فلكي ينزع عنهما خجلهما وخوفهما سألهما ولم يدعهما يذهبان معه إلى البيت في صمتٍ.. سألهما لكي كما قلت يهب هدوءً لعقليهما اللذين قد ارتبكا بالخجل والقلق، ويهبهما ثقة. القديس يوحنا الذهبي الفم ثالثًا:يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [أعطاهما من الدالة عنده أكثر قدرًا، وأظهرأنهما مؤهلان للاستماع منه. لأنه كان لائقًا بحالهماأن يخجلا ويرهبا من جهة إنهما لم يعرفاه. فبسؤاله إياهما نزع خجلهما وخوفهما وأوهامهما كلها ولم يتركهما يذهبا إلى المنزل صامتين.] يقول العلامة أوريجينوس أنه بعد أن قدم يوحنا المعمدان ست شهادات عن السيد المسيح الكلمة، جاء دور الكلمة نفسه ليشهد عن نفسه أمام تلميذي يوحنا. |
| الساعة الآن 11:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025