منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مزامير داود النبى (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   سفر المزامير هو كتاب شعري غنائي من الطراز الأول (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1148085)

Mary Naeem 10 - 10 - 2025 02:57 PM

سفر المزامير هو كتاب شعري غنائي من الطراز الأول
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174860237813651.jpg




سفر المزامير
هو كتاب شعري غنائي من الطراز الأول لا وزن له خاص ولا قوافي خاصة به بل كان يأتي على أشكال مختلفة متنوعة وبمقاطع متباينة فيها اهتمام خاص بالمعاني والأفكار ويمكننا أن نعتبر هذا إنه كمال فن الشعر الغنائي. وكان يستعمل في الهيكل والمجمع على السواء بالطريقة ذاتها التي نستعمل فيها كتب الترتيل اليوم في كنائسنا. وإن يكن في القديم أقل ترتيباً وانتظاماً في استعمالها من قبل الشعب بل يكاد استعمالها يكون محصوراً في أجواق المرنمين المختصين في الهيكل.

وقد كتبت هذه المزامير ونقحت مرة بعد مرة خلال قرون متطاولة في القدم قبلما وصلت إلى حالتها الحاضرة. وقد نظمت واستعملت لحالات ودواع خاصة ولأيام أعياد ومواسم معلومة. وكما كانت الشريعة بما فيها من تفصيل القرابين والتقدمات ضرورية ولازمة للعبادة هكذا كانت المزامير أيضاً وقد وضعت في فاتحة الكتابات «كتوبيم» لتكميل العبادة الطقسية وتجميلها.

وأغلب ما ورد من هذا الشعر الغنائي هو بشكل الموازاة فينقسم البيت مثلاً إلى شطرين متوازيين متعادلين متقاربين في المعنى مثل قوله:

الرب نوري وخلاص ممن أخاف

الرب حصن حياتي ممن أرتعب

أو متعاكسين في قوله:

لأن الرب يعلم طريق الأبرار

أما طريق الاشرار فتهلك

أو بقصد توكيد المعنى كما في:

بصوتي إلى الرب أصرخ

بصوتي إلى الرب أتضرع

ويمكن أن يكون التقسيم أكثر من شطرين أي ثلاثة أو أربعة مثلاً كقوله:

لأن شروراً لا تحصى قد اكتنفتني

حاقت بي آثامي ولا أستطيع أن أبصر

كثرت أكثر من شعر رأسي وقلبي قد تركني

فالمرنم الناظم لا يهمه والحالة هذه سبك الألفاظ وتنميق العبارات بل هدفه الأسمى هو المعاني فهو يسعى أن يوصلها للذهن بأخصر طريقة وأجمل أسلوب. ذلك لأن موضوعه الإجمالي هو عبادة الرب وحمد اسمه العظيم وتذكير الناس بوجوب التعبد له على الدوام. وقد تكون الموازاة في المعاني بين فكر وآخر وبين معنى وما يتبعه من صور شعرية ومجازات. وهكذا فلا يعتبر عدد المقاطع والفواصل والحركات والسكون وما أشبه كما هي الحالة في الشعر العربي وأوزانه المختلفة وقوافيه وجوازاته بل يريد أن يصل إلى الفكر لأنه يهمه ويخدمه قبل كل شيء ويفعل ذلك بحرية مطلقة حتى تصبح هذه المعاني بألفاظها القشيبة أشبه شيء بزهور البرية التي تملأ المروج والأودية أيام الربيع بجمالها الساحر وطيب عبيرها.

والآن نتساءل ما هي هذه المزامير ومن نظمها ومتى وكيف نظمت؟ هل ابتدأت أولاً بداود أم هي أغانٍ وأناشيد سبقت عصره من مدة طويلة وكان الناس يتداولونها شفاهاً. حتى أن داود نفسه اعتمد على بعض منها ليستمد منها الوحي ويقلدها تقليداً. ومما لا شك فيه أن الشعر قديم كالإنسان وإنه قد أحبه واستعمله واستعان به في التعبير عن عواطفه وحاساته قبلما عرف طريقة أ خرى. وإذا رجعنا إلى الأيام القديمة نجد (تكوين ٤: ٢٣ و٢٤) «وَقَالَ لاَمَكُ لٱمْرَأَتَيْهِ عَادَةَ وَصِلَّةَ: ٱسْمَعَا قَوْلِي يَا ٱمْرَأَتَيْ لاَمَكَ، وَأَصْغِيَا لِكَلاَمِي. فَإِنِّي قَتَلْتُ رَجُلاً لِجُرْحِي، وَفَتىً لِشَدْخِي. إِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، وَأَمَّا لِلاَمَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ».كذلك فإننا نقرأ (يشوع ١٠: ١٢) «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». كذلك في (سفر العدد ٢١: ١٧ و١٨ والخروج ١٥: ١ و١٢).


الساعة الآن 03:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025