![]() |
أريد فقط أن أكون نفسي كما خلقني الله
أريد فقط أن أكون نفسي كما خلقني الله الرجل الذي لقّبه الجميع يومًا بـ"أكثر رجلٍ مُوشَّم في البرازيل". كان اسمه لياندرو دي سوزا، جسده كان أشبه بلوحةٍ حيّة تموج بالألوان والرموز، تحكي قصة شابٍ تمرّد على كل شيء، واعتقد أن الحبر على الجلد هو طريقه نحو الحرية والخلود. منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، بدأ لياندرو يحفر على جسده أسماء فرقٍ أحبها بجنون... حتى تجاوز عدد وشومه الـ170، وصار وجهه وذراعاه وصدره مزيجًا من النقوش التي غطّت ملامحه الأصلية. في نظر الآخرين كان "أسطورة". لكنه في داخله كان يضيع شيئًا فشيئًا. وراء تلك المظاهر الصاخبة كانت هناك حياة مضطربة: سهرٌ، مخد*رات، كحو*ل، وضياع في بحرٍ من الفوضى. ومع مرور السنوات، خسر كل ما كان يملكه — زوجته، بيته، وكرامته. وعندما حصد في عام 2023 اللقب الذي كان يحلم به، "أكثر رجلٍ موشَّم في البرازيل", لم يشعر بأي فرح. لقد كان ملكًا على عرشٍ من الفراغ. وذات يوم، بينما كان تائهًا لا يعرف طريقه، اقتربت منه امرأةٌ غريبة وبهدوء قالت له كلماتٍ عن الله. كانت تلك اللحظة كالصاعقة التي أيقظت قلبه النائم. بكى طويلاً، وشعر لأول مرة منذ سنوات أنّه يريد أن يعود… أن يُطهّر نفسه لا بالحبر، بل بالإيمان. قرر لياندرو أن يبدأ رحلة الألم والتطهير — ليس في جسده فقط، بل في روحه. خضع لجلسات ليزر مؤلمة لمحو 95٪ من وشومه، وكل ومضةٍ من الضوء كانت تُحرق طبقة من الذنب، وتكشف شيئًا من الإنسان الذي كانه. قال في أحد لقاءاته بصوتٍ متهدّج: "لم أعد أريد أن أكون عرضًا للناس. أريد فقط أن أكون نفسي… كما خلقني الله." اليوم، صار لياندرو شاهدًا حيًّا على أن التغيير الحقيقي لا يبدأ من الجلد، بل من القلب. وأن من يغيّر ما خلقه الله طمعًا في التميّز، قد يفقد ذاته قبل أن يدرك. قصته تذكير مؤلم وجميل في آنٍ واحد: أن الله أبدعنا كما نحن، وأن أجمل الألوان هي تلك التي نقشها فينا منذ البداية — لون الحياة، لا لون الحبر. |
الساعة الآن 03:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025