![]() |
إنه ينطق بتعاليمه كالمطر الذي يبدأ بقطرات قليلة متوالية
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg "أنصتي أيتها السموات فأتكلم، ولتسمع الأرض أقوال فمي. يهطل كالمطر تعليمي، ويقطر كالندى كلامي. كالطل على الكلا، وكالوابل على العشب" [1-2]. تعليم موسى ليس من عندياته، لكنه كالمطر النازل من السماء من عند الرب، وكما جاء في إشعياء: "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعًا للزارع وخبزًا للأكل، هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إليّ فارغة بل تعمل ما سررت به، وتنجح في ما أرسلتها له" (إش 55: 10-11). إنها لا تعتمد على حكمة البشر إنما "كالندى من عند الرب كالوابل على العشب الذي لا ينتظر إنسانًا ولا يصير لبني البشر" (مي 5: 7). المطر هو عطية الله، "لأن أرضًا قد شربت المطر الآتي عليها مرارًا كثيرة وأنتجت عشبًا صالحًا للذين فُلحت من أجلهم تنال بركة من الله" (عب 6: 7). إنه ينطق بتعاليمه كالمطر الذي يبدأ بقطرات قليلة متوالية لكن سرعان ما تتحول إلى كميات ضخمة لا يستطيع أحد أن ينكرها. أو أن ما يعلنه موسى النبي هو كلمة الله التي تكون إما كالندى ترطب الكثيرين أو كالمطر الشديد أو السيول التي تهلك، كما حدث في أيام نوح. يكون التعليم فعّالًا وقويًا حين يصير كالندى والمطر الخفيف الذي لا يسبب إزعاجًا ولا يُسمع له صوت، فتدخل الكلمة إلى القلب بروح هادئ. "ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيوث الذارفة على الأرض" (مز 72: 6). * أتُريد أن تعرف بأية طريقة يُدعى المؤمنون سحابًا في الكتاب المقدس: يقول إشعياء:" وأوصى الغيم ألا يمطر عليه مطرًا" (إش 5: 6). كان موسى سحابة، لذلك يقول:" يهطل كالمطر تعليمي" [2]. رسائل الرسل هي مطر روحي بالنسبة لنا. كحقيقة واقعة ماذا يقول بولس فيرسالته إلى العبرانيين؟ "لأن أرضًا قد شربت المطر الآتي عليها مرارًا كثيرًا" (عب 6: 7). مرة أخرى يقول: [أنا غرست وأبُلس سقى] (1 كو 3: 6). القديس جيروم * إن كنا نحن البشر جميعًا نرغب فيأننروي حدائقنا، وإن لم توجد فيها مياه، نسحب المياه من البحر باذلين جهدًا عظيمًا، فإنه كم بالأكثر يلزم أن نبذل بالأكثر لكي نمد خضراوات أجسادنا (بالمياه) هذه التي في جنة الرب، أي في كنيسة الله، فنروي الأماكن الجافة بالمياه، ونلين الأماكن القفر بأنهار الكتاب المقدس والمجاري الروحية أو ينابيع الآباء القدامى، لكي بعد هذا نقتلع ما هو ضار ونغرس ما هو نافع؟ كما جاء في الرسول بولس نقول نحن خلفاؤه، وإن كنا أقل منه قدرة: [أنا غرست وأبلس سقي، ولكن هو الذي ينمي] (1 كو 3: 6). فبمعونة الله يليق بنا أن نتمم ما هو من جانبنا، لنستمر في الغرس والسقي، فإننا إن تممنا التزامنا فإن الله يقدم إحسانه. الأب قيصريوس |
الساعة الآن 11:05 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025