منتدى الفرح المسيحى - رجل بلا بيت صار بيتًا للأمل

الله وضعني هناك لأُنقذ تلك الحيوانات

في 18 ديسمبر 2020، اندلع حريق مفاجئ في مأوى حيوانات في مدينة أتلانتا. كان المكان يضج بأصوات القطط والكلاب، والدخان يملأ الأرجاء، فيما بدا أن المأوى على وشك أن يتحوّل إلى مقبرة صامتة لتلك الأرواح البريئة.
في تلك اللحظة، تواجد هناك بالصدفة رجل مشرَّد يُدعى كيث ووكر، يبلغ من العمر 53 عامًا، جاء فقط ليأخذ كلبه الوفي برافو. لكن القدر كان قد كتب له دورًا أعظم من مجرد زيارة عابرة. فبمجرد أن لمح ألسنة اللهب، لم يتردّد للحظة. بينما تراجع الكثيرون خوفًا من دخان كثيف ولهب متصاعد، اندفع كيث – بلا مأوى ولا مال – ليكون الملجأ الوحيد لتلك الكائنات.
وسط أجواء خانقة وحرارة لا تُحتمل، اقتـحم المبنى، وأخذ يُطلـق سراح القطط والكلاب واحدة تلو الأخرى، حتى أنقذ 10 قطط و6 كلاب قبل وصول رجال الإطفاء. كان يخرج وهو يسعل بشدة من أثر الدخان، ثم يعاود الدخول مرة أخرى غير آبه بحياته. وعندما سُئل بعد ذلك لماذا خاطر بنفسه، أجاب بكلمات تختصر إنسانيته كلها:
"الله وضعني هناك لأُنقذ تلك الحيوانات."
التحقيقات كشفت أن الحريق كان بسبب ماس كهربائي جعل المبنى غير صالح للاستخدام، لكن بفضل كيث، لم يُفقد أي روح. وبعد الكارثة، انتقل المأوى إلى منشأة جديدة أكثر أمانًا.
المشهد البطولي لم يمرّ مرور الكرام. فوسائل الإعلام تناقلت قصته على نطاق واسع، لتتحول حياته من مجرد مشرّد منسي منذ أن كان في الثالثة عشرة، إلى بطل ألهم الملايين. المجتمع أيضًا لم يقف مكتوف الأيدي، إذ أُطلقت حملة تبرعات جمعت أكثر من 60 ألف دولار لمساعدته على إعادة بناء حياته.
قصة كيث ووكر ليست مجرد حكاية إنقاذ حيوانات من حريق، بل درس عميق في أن البطولة لا تُقاس بالمكانة الاجتماعية أو المال، بل بالقلب الكبير الذي لا يعرف الخوف حين يرى حياة في خطـ*ر. رجل بلا بيت… صار بيتًا للأمل.