![]() |
إِنَّ قِيَامَةَ المَسِيحِ هِيَ حَدَثٌ تَارِيخِيٌّ حَقِيقِيّ
https://upload.chjoy.com/uploads/167942320912511.jpg قِيَامَةُ المَسِيحِ: حَدَثٌ تَارِيخِيّ إِنَّ قِيَامَةَ المَسِيحِ هِيَ حَدَثٌ تَارِيخِيٌّ حَقِيقِيّ. فَلَمْ يُقَدِّمْ لَنَا أَحَدٌ مِنَ الإِنْجِيلِيِّينَ شَرْحًا لِكَيْفِيَّةِ القِيَامَةِ نَفْسِهَا، وَلَكِنَّهُمْ كَشَفُوا لَنَا أَبْرَزَ عَلاَمَاتِهَا كَحَدَثٍ وَاقِعِيٍّ، وَفِي مُقَدِّمَتِهَا: القَبْرُ الفَارِغُ. لِمَاذَا كَانَ القَبْرُ فَارِغًا؟ هُنَاكَ اِحْتِمَالَان: إِمَّا وُجُودُ تَفْسِيرَاتٍ مُزْعُومَةٍ، أَوْ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ حَقًّا. وَبِقَدْرِ مَا أَكَّدَ التَّلَامِيذُ وَالرُّسُلُ قِيَامَتَهُ، قَاوَمَهَا غَيْرُ المُؤْمِنِينَ بِسِلْسِلَةٍ مِنَ التَّفْسِيرَاتِ المُشَوِّشَة. نَسْرُدُ أَهَمَّهَا مَعَ الرُّدُودِ الإِنْجِيلِيَّةِ: التَّفْسِيرُ الأَوَّل: كَانَ يَسُوعُ مُغْمًى عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَرَدَّ وَعْيَهُ. يَرُدُّ إِنْجِيلُ يُوحَنَّا عَلَى هَذَا الزَّعْمِ بِقَوْلِهِ: "أَمَّا يَسُوعُ، فَلَمَّا وَصَلَ الجُنُودُ إِلَيْهِ، وَرَأَوْهُ قَدْ مَاتَ، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لَكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الجُنُودِ طَعَنَهُ بِحَرْبَةٍ فِي جَنْبِهِ، فَخَرَجَ لِوَقْتِهِ دَمٌ وَمَاءٌ" (يُوحَنَّا 19: 32-34). مِمَّا يُؤَكِّدُ أَنَّهُ كَانَ مَيِّتًا حَقًّا. التَّفْسِيرُ الثَّانِي: أَخْطَأَتِ النِّسْوَةُ وَذَهَبْنَ إِلَى قَبْرٍ آخَر يَرُدُّ مَتَّى الإِنْجِيلِيُّ بِوُضُوحٍ، فَيَقُولُ إِنَّ مَرْيَمَ المِجْدَلِيَّةَ وَمَرْيَمَ أُمَّ يُوسِي رَأَتَا مَكَانَ دَفْنِ يَسُوعَ: "أَخَذَ يُوسُفُ الجُثْمَانَ، وَلَفَّهُ فِي كَتَّانٍ خَالِصٍ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ لَهُ جَدِيدٍ، وَكَانَتْ هُنَاكَ مَرْيَمُ المِجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى جَالِسَتَيْنِ تُجَاهَ القَبْر" (مَتَّى 27: 59-61). وَيُؤَكِّدُ يُوحَنَّا أَيْضًا أَنَّ بُطْرُسَ وَالتِّلْمِيذَ الآخَرَ ذَهَبَا إِلَى نَفْسِ القَبْرِ (يُوحَنَّا 20: 3). التَّفْسِيرُ الثَّالِث: سَرَقَ لُصُوصٌ مَجْهُولُونَ جَسَدَ يَسُوع يُجِيبُ مَتَّى الإِنْجِيلِيُّ: القَبْرُ كَانَ مَخْتُومًا وَمَحْرُوسًا مِنْ جُنُودِ الْهَيْكَلِ: "فَذَهَبُوا وَحَفِظُوا القَبْرَ، فَخَتَمُوا الحَجَرَ، وَأَقَامُوا عَلَيْهِ حَرَسًا" (مَتَّى 27: 65-66). التَّفْسِيرُ الرَّابِع: سَرَقَ التَّلَامِيذُ جَسَدَ يَسُوع أَعْمَالُ الرُّسُلِ تُبَيِّنُ أَنَّ الجَمَاعَةَ المَسِيحِيَّةَ الأُولَى كَانُوا عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِلمَوْتِ مِنْ أَجْلِ إِيمَانِهِمْ بِالمَسِيحِ القَائِمِ: "فَقَتَلَ بِحَدِّ السَّيْفِ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا... وَقَبَضَ أَيْضًا عَلَى بُطْرُسَ" (أَعْمَال 12: 2-3). فَلَوْ كَانُوا سَرَقُوا الجَسَدَ، لَكَانَ إِيمَانُهُمْ بَاطِلًا، وَاسْتِشْهَادُهُمْ عَدِيمَ المَعْنَى. الأَكْفَانُ وَالمَنْدِيلُ: دَلِيلٌ مَادِّيّ. بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا أَبْصَرَا الأَكْفَانَ وَالمَنْدِيلَ، فَتَأَكَّدَا أَنَّ القَبْرَ فَارِغٌ، وَأَنَّ الأَكْفَانَ مُلَفَّفَةٌ وَمُرَتَّبَةٌ، وَالمَنْدِيلُ فِي مَكَانٍ آخَرَ مُنْفَصِلٍ (يُوحَنَّا 20: 6-7). وَلَوْ كَانَ القَبْرُ قَدْ نُهِبَ، لَمَا تُرِكَتِ الأَكْفَانُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ. وَقَدْ اشْتَرَى رُؤَسَاءُ اليَهُودِ ضَمَائِرَ الحُرَّاسِ لِتَلْفِيقِ الكَذِبَةِ: "قُولُوا إِنَّ تَلاَمِيذَهُ جَاءُوا لَيْلًا فَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نَائِمُون" (مَتَّى 28: 13). وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ أُوغُسْطِينُوس: "إِنْ كُنْتُمْ نَائِمِينَ، أَيُّهَا المُنَافِقُون، فَكَيْفَ رَأَيْتُم مَنْ سَرَقَهُ؟ وَإِنْ كُنْتُمْ سَاهِرِينَ، فَلِمَ تَرَكْتُمُوهُم يَفْعَلُونَ؟" بُطْرُسُ رَأَى وَتَعَجَّبَ، يُوحَنَّا يُوَثِّقُ أَنَّ بُطْرُسَ تَحَقَّقَ مِمَّا رَأَى، وَلكِنَّهُ ظَلَّ مَذْهُولًا (يُوحَنَّا 20: 6)، وَيُؤَكِّدُ لُوقَا: "وَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ مُتَعَجِّبًا مِمَّا جَرَى" (لُوقَا 24: 12). التَّفْسِيرُ الخَامِس: سَرَقَ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ جَسَدَ يَسُوع يَدْحَضُ هَذَا التَّفْسِيرَ أَمْرَان: أَنَّ القَبْرَ كَانَ مَخْتُومًا وَمَحْرُوسًا (مَتَّى 27: 65-66)، وَلَوْ كَانُوا قَدْ أَخَذُوا الجَسَدَ، لَأَظْهَرُوهُ لِيَفْضَحُوا الكِرَازَةَ بِالقِيَامَةِ، وَلَكِنَّهُمْ آثَرُوا اخْتِلَاقَ رِوَايَةٍ مُزَيَّفَة. وَأَخِيرًا، لَوْ كَانَتِ القِيَامَةُ خُرَافَةً، لَمَا اسْتَطَاعَ المَسِيحِيُّونَ أَنْ يُبَشِّرُوا بِهَا فِي أُورُشَلِيمَ نَفْسِهَا، وَهِيَ مَسْرَحُ الأَحْدَاثِ، دُونَ أَنْ يَتَوَقَّعُوا تَكْذِيبًا وَتَشْهِيرًا. وَالحَقِيقَةُ، أَنَّ رُؤَسَاءَ اليَهُودِ لَمْ يُنْكِرُوا وُقُوعَ القِيَامَةِ، بَلِ اقْتَصَرُوا عَلَى البَحْثِ عَنْ تَفْسِيرٍ آخَرَ، وَهُوَ: "إِنَّ تَلاَمِيذَهُ سَرَقُوا جُثْمَانَهُ". |
الساعة الآن 08:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025