![]() |
هل هناك مفهوم محدد للخطية حدده الكتاب المقدس
https://upload.chjoy.com/uploads/17414404018821.jpg هل هناك مفهوم محدد للخطية حدده الكتاب المقدس؟ ج5: نعم هناك معنى للخطية، وهذا المعنى ليس من حق أحد آخر أن يحدده إلا الله في كتابه. هو الذي حذر من الخطية ووصفها، ووصف طريقة دخولها إلى العالم، وماذا فعلت في الإنسان، ووصف نتائجها المريرة أيضًا. الخطية هي البُعد عن الهدف، فإذا ابتعد الشخص الذي يصوِّب عن الهدف المُحدَّد أمامه سنتيمترًا أو عشرة أمتار، سواء لأعلى أو لأسفل، ناحية اليمين أو اليسار، فقد أخطأ، والنتيجة واحدة أو بلغة الكتاب «الخطية هي التعدي». تعدي على الوصية الإلهية أو القصد الإلهي. وأُذكِّرك أن أول خطية في تاريخ الإنسان التي ارتكبها آدم في الجنة، والتي أدخلت الخطية إلى العالم، لم تكن في حق أحد من البشر، ولم يكن لها شكل النجاسة المتعارف عليها، كما أنها لم تكن شراسة، لكن هذه الخطية، التي يمكن أن يعتبرها الإنسان بحسب تقييمه بسيطة، كانت تعديًا للوصية الإلهية. ويجب أن نعرف أن كسر الوصية هو إهانة لله حيث لم يجعل له الإنسان اعتبارًا. لكن من ناحية أخرى، بمجرد ما أكل آدم من الشجرة المنهي عنها، لم يقتصر الأمر فقط على أن آدم قد أخطأ، بل إنه بأكله من الشجرة المحرَّمة أدخل مبدأً في كيان الإنسان، توارثه كل النسل الذي أتى من آدم بعد ذلك وإلى يومنا هذا. «بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرين خُطاة» (رو 19:5). هناك طبيعة دخلت في كيان كل الجنس البشري، وأصبح كل مَنْ يولد من بطن أمه يحمل هذه الطبيعة، وعنده الرغبة والاستعداد لعمل الخطية. فالإنسان لا يصبح خاطئًا بعد ارتكابه للخطية، بل يدخل الحياة خاطئًا، وعنده الاستعداد لعمل الخطية. «هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي» (مز 5:51)، «من البطن سُميت عاصيًا» (إش 8:48). وباختصار فتركيبة الإنسان التي كانت في حالة البراءة قبل سقوط آدم اختلت وحدث فيها تغيير، وأصبح الإنسان الذي يولد في الحياة ليس هو نفسه الإنسان الذي كان في حالة البراءة، لكنه يحمل تركيبة داخلية بها يُسمَّى خاطئًا لأن بذرة الخطية وأصل الخطية ونبع الخطية موجود في كيانه. وبالتالي كل البشر، الطفل مثل الشاب مثل الشيخ يقال عنهم أنهم خُطاة بسبب طبيعة الخطية التي فيهم، وليس بسبب أفعالهم. فالخطية مبدأ وطبيعة موجودة في جميع البشر، وإن اختلفوا في الأفعال التي هي ثمار هذه الطبيعة. ولا يوجد إنسان مولود بشري لم تظهر ثمار هذه الطبيعة فيه «إذ الجميع أخطأوا» (رو 23:3). «إن قلنا إنه ليس لنا خطية (طبيعة خطية)، نضل أنفسنا وليس الحق فينا»، وأيضًا «إن قلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذبًا وكلمته ليست فينا» (1يو8:1، 10). س6: لحظة من فضلك.. هل تعني أنه كان لآدم تركيبة صنعه بها الله في الجنة، ثم بعد أن أكل من الشجرة أصبح هو وكل مَنْ يأتي من نسله يحوي تركيبة أخرى مختلفة عن التي خلقه بها في حالة البراءة؟ ج6: تمامًا، لقد فهمت ما أعنيه. هذه التركيبة اختلت وظيفتها، ولم تعد كما كانت عند خلق الإنسان. وللحديث بقية إذا تأنى الرب. |
الساعة الآن 05:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025