![]() |
هل نعمة الغفران للتائب تجعل فعل الخطية سهلاً
https://upload.chjoy.com/uploads/17414404018821.jpg هل نعمة الغفران للتائب تجعل فعل الخطية سهلاً؟ يُثير البعض احتمال أنَّ الوعد الإلهي بغفران خطيـة التائب مهما عظمت وتكـرَّرت (إش 1: 18؛ 1يو 1: 7-2: 27)، قـد يقود المؤمن إلى التكاسُل وعـدم الجهاد واستسهال فعـل الخطية والتخفيف من وقعها، طالما أن غفرانها قـد كفله دم المسيح. وإنه إذا كان ردُّ المسيح على بطرس الذي سأله: «كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَاتٍ؟»، بالقول: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ» (مت 18: 22،21)، فكم بالأَوْلَى اتِّساع قلب الله بالغفران للخاطئ التائب؟ ونقـول إنَّ المؤمن الحقيقي الذي يُـدرك تماماً الفارق بين ما كان عليه وما صار إليه عندما افتقدته نعمة الله وأنقذته من الهلاك عندما آمن بعمل المسيح من أجله؛ هو يُوقِّر دم الفادي المُخلِّص، ويشكر الله على نعمة الغفران، مِمَّا يجعله يتمسَّك بالحياة مع الله الممتلئة بالسلام والنصرة، ويكره الخطية التي سبَّبت تعاسته طويلاً. فأن يُخطئ المؤمن بعد هذا لأنه واثقٌ مـن حصوله على غفرانٍ يعرف الطريق إليه، فهذا سلوك المـؤمنين الاسميين، والمُستهترين الانتهازيين الذين فقدوا روح التوبـة، والمُزدريـن لروح النعمة (عب 10: 29). في رسالته إلى روميـة، كَتَبَ معلِّمنا القديس بولس مُتسائـلاً: «فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟»، ويُجيب: «حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَـنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟» (رو 6: 2،1). فالمؤمـن الحقيقي مُبتهجٌ بالحرية التي نالها بالمسيح، ولن يسمح أن تصير فرصةً للجسد (غـل 5: 13) أو سُترةً للشـرِّ (1بط 2: 16)، ليرتبك بنِير العبودية من جديد (غل 5: 1). فرغم وعود الله المُحب بطيء الغضب بأن لا يعود يذكر خطايا التائب (يؤ 2: 12-14)، فهذا لا يجعل فعل الخطية سهلاً. فتكرار الخطية ثم التوبة عنها ثم العودة إليها من جديد، يُلوِّث الحياة، وشيئاً فشيئاً تتعسَّر التوبـة. وهـو يؤدِّي إلى انقسام القلب وتشتُّت الذهن، ويُعكِّر صفو الحياة، ويجعل الخطية حاضرة منطلقة تقتحم الفكر حتى في أقدس الأوقات. وهـذا ما لا يمكن أن يُقدِم عليه مؤمن حقيقي اختبر الحياة الجديدة مع الله. |
الساعة الآن 05:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025