![]() |
المسيح والسلطة الدينية | القبور المبيضة
إنّ أكثر الأشخاص الذين عاداهم المسيح هم رجال الدين المزيّفين ، والذين تمثّلوا في الكتبة والفرسيّين ورجال الشريعة. حيث كان الكبرياء والزيف يتملكهم، فكانوا يظهرون التقوى أمام الناس وهُم في الحقيقة بعيدون عن الله. وبدلًا من أن يكونوا رُعاة يقودون الشعب إلى الله، صاروا عبئًا يضع أحمالًا ثقيلة على الناس. فكانت تعاليهم قائمة على التقليد والطقوس التي وضعوها، بينما أهملوا الرحمة والعدل . ولذا وبّخهم المسيح: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالًا ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ، وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ، وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً،د وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.» (إنجيل متّى 23: 4-5 و23و27). لكن المسيح كشف زيفهم وعَلَّم الشعب أنّ الإيمان الحقيقيّ ليس قوانين جافّة بل علاقة حيّة مع الله. وأنّ التقوى الحقيقيّة ليست في المظاهر وتأدية الفروض بل في القلب النقيّ أمامه. |
الساعة الآن 02:59 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025