منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم المواضيع المسيحية المتنوعة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=154)
-   -   تكرار كلمة "جميع" ليدرك أنَّه ليس إنسان فوق الوصيَّة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1143534)

Mary Naeem 22 - 09 - 2025 05:32 PM

تكرار كلمة "جميع" ليدرك أنَّه ليس إنسان فوق الوصيَّة
 
"ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالًا منحوتًا أو مسبوكًا رجسًا لدى الرب عمل يديّ نحات
ويضعه في الخفاء.
ويجيب جميع الشعب ويقولون: آمين.
ملعون من يستخف بأبيه أو أمِّه.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من ينقل تخم صاحبه.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يضل الأعمى عن الطريق.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يعوِّج حق الغريب واليتيم والأرملة.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يضطجع مع امرأة أبيه لأنَّه يكشف ذيل أبيه.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يضطجع مع بهيمة ما.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يضطجع مع أخته بنت أبيه أو بنت أمِّه.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يضطجع مع حماته.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يقتل قريبه في الخفاء.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من يأخذ رشوة لكي يقتل نفس دم بريء.
ويقول جميع الشعب: آمين.
ملعون من لا يقيم كلمات هذا الناموس ليعمل بها.
ويقول جميع الشعب: آمين" [15-26].

عدد اللعنات 12 بعدد الأسباط.

ويلاحظ في هذه اللعنات:

أولًا:تكرار كلمة "جميع" ليدرك أنَّه ليس إنسان فوق الوصيَّة، الكاهن أو العلماني، الغني أو الفقير، الرجل أو المرأة. كل أعضاء الجماعة من قادة وشعب ملزمون بحفظ الوصيَّة.
ثانيًا: في نهاية كل عبارة يعلن الكل: "آمين"، علامة قبول الجميع الالتزام والتجاوب مع الوصيَّة.
إجابة الشعب المستمرَّة بكلمة "آمين" تحمل المعاني التالية:
1. تأكيد معرفة كل عضو في الشعب بأن ثمرة الخطيَّة هي اللعنة.
2. أن هذه الثمرة يجتنيها الإنسان بكسره أيَّة وصيَّة من وصايا الناموس، وليس بكسر كل الوصايا معًا أو وصايا معيَّنة. وإنَّما كما يقول الرسول يعقوب: "لأن من حفظ كل الناموس وإنَّما عثر في واحدة فقد صار مجرمًا في الكل، لأن الذي قال لا تزنِ قال أيضًا لا تقتل؛ فإن لم تزنِ ولكن قتلت فقد صرت متعدِّيًا الناموس" (يع 2: 10-11).
3. يحمل هذا شعور كل إنسان بالذنب، ليس له أن يبرِّر نفسه.
4. اعتراف ضمني بأن الناموس صالح، وإنَّما الخطأ هو فيَّ.
5. الإنسان المتديِّن يحتاج إلى ترديد كلمة "آمين" أكثر من غيره، وبسبب تديُّنه يلبس أحيانًا رداء الرياء. لهذا يلزمه أن يكون صريحًا مع نفسه، معلنًا أن السقوط في العصيان يدفع به إلى اللعنات.
* أقول خضع الشعب لهذه اللعنة، لأنَّه لا يوجد إنسان استمرَّ عاملًا كل الناموس أو حافظًا له، لكن المسيح حوَّل هذه اللعنة بلعنة أخرى "ملعون من عُلِّق على خشبة". بهذا كل من عُلِّق على شجرة ومن عصى الناموس صار ملعونًا، وكان من الضروري لذاك الذي يريد أن يحرِّر من اللعنة أن يكون هو نفسه حرًا منها. لهذا أخذ المسيح على نفسه اللعنة الأخرى ليحرِّرنا من اللعنة.
هذا يشبه إنسانًا بريئًا تعهَّد أن يقبل حكم الموت عن آخر، وبهذا خلَّصه من العقوبة. إذ أخذ المسيح على نفسه ليس لعنة العصيان بل اللعنة الأخرى لينزع اللعنة عن الآخرين. إذ "لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" (إش 51: 9؛ 1 بط 2: 22). وبموته خلص المائتين من الموت، وبحمله اللعنة خلَّصهم منها.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"في الخفاء" [24]: يمكن ارتكاب كل الخطايا المذكورة هنا سرًّا، لذلك يتوجَّه التحذير إلى ضمير الفرد. ولقد دعا الله الشعب كله ليشجبوا هذه الخطايا علنًا.
"كلمات هذا الناموس" [26] يرتبط الشعب بالعهد بطريقة اللعنة، وهي طريقة معروفة في الشرق (أع 23: 12) وقد تكرَّر هذا العمل مع نحميا (نح 10: 29) وذكره بولس (غل 3: 10) وقد حمل المسيح اللعنة على نفسه (غل 3: 13) ليحرِّر شعبه منها.
ثالثًا: مع كل إعلانٍ عن لعنة كان جميع الشعب يقول آمين. أمَّا وقد جاء ذاك القادر أن يحمل اللعنة عنَّا، فإنَّنا نترنَّم مع الرسول بولس قائلين: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنَّه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة" (غلا 3: 13).
مع كل صرخة: "آمين يشعر كل مؤمن حقيقي بعجز الناموس لا عن تقديم بركة، وإنَّما حتى عن تقديم الحياة، إذ سقط الكل تحت الموت. يترقَّب المؤمن مجيء المخلِّص المسيَّا القادر وحده أن يحمل عنَّا اللعنة ويهبنا حياته الطوباويَّة. "كنَّا محروسين تحت الناموس مُغلقًا علينا إلى الإيمان العتيد أن يُعلن. إذًا قد كان الناموس مؤدِّبنا إلى المسيح لكي نتبرَّر بالإيمان" (غلا 3: 23-24).


الساعة الآن 03:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025