![]() |
أسرة ثانى المتوفين «إكلينيكياً» أصبحنا أمام نظام أكثر بشاعة
أسرة ثانى المتوفين «إكلينيكياً» أصبحنا أمام نظام أكثر بشاعة http://img.ch-news.com/article135409...4a96%D8%B4.jpg ضحية جديدة للاشتباكات فى محيط ميدان التحرير يرقد بين الحياة والموت، إثر إصابته بطلق فى الرأس من الخلف، ينفى مستشفى الهلال الذى استقبله أن يكون طلقاً نارياً، يرقد أحمد نجيب، صاحب الأعوام الـ18 على أحد أسرّة العناية المركزة فى المستشفى الذى استقبله مساء الأحد، يلتف حوله تسع ممرضات وعدد من الأطباء أصدروا تقريراً بوفاته «إكلينيكياً». يقول محمد نجيب، شقيق أحمد نجيب: «أخى أحمد نجيب، عمره 18 سنة، ويعمل صبى نقّاش، ولم يكن يعتاد النزول إلى ميدان التحرير من الأساس، عرفت من صوره أنه أحياناً ما كان ينزل إلى الميدان لكنه لم يعلمنى بذلك ولو لمرة واحدة». لم يكن الأخ أو بقية الأشقاء على علم بنزول أخيهم إلى ميدان التحرير يومها، فقط علم بذلك صديقه أيمن إمام، 18 سنة، عندما طلب منه أحمد نجيب، المصاب فى الاشتباكات، أن ينزلا معاً إلى ميدان التحرير للترفيه، يقول أيمن: «جاءنى أحمد يومها وطلب منى أن ننزل إلى وسط البلد، للتنزه فى الشوارع وعلى كورنيش النيل، استجبت له ونزلنا قضينا اليوم بالكامل بين شوارع التحرير وطلعت حرب وكورنيش النيل، وفى النهاية أثناء عودتنا من كورنيش النيل إلى ميدان التحرير لركوب المترو إلى محل إقامتنا فى حى دار السلام كان مرورنا المشئوم من منطقة الاشتباكات فى ميدان سيمون بوليفار». لم يكتب لأحمد الوصول إلى المترو لمغادرة المكان فى أسرع وقت.. «ازدادت حدة الاشتباكات وسمعنا دوى صوت طلقات الرصاص، لا أعلم إن كان خرطوشاً أو رصاصاً حياً، أو غير ذلك، لكننا تشبثنا ببعضنا البعض، عندما وجدنا الكل يجرى صوب ميدان التحرير، أطلقنا سوقنا للريح، وجرينا كما يجرى الناس، لكن فجأة لم أجد يد أحمد فى يدى، وتعثرت أنا الآخر بعد ذلك بخطوات، فوقعت على ركبتى اليسرى، فرحت بين الأقدام أبحث عنه فلم أجده، فقط وجدت الدم الذى انفجر من رأسه»، يقول أيمن إمام، صديق أحمد الشاهد على الواقعة. http://elwatanmedia.sarmady.net/News...3_660_4295.jpg فى المستشفى قبل إعلان وفاته إكلينيكياً تم نقل أحمد نجيب من ميدان التحرير إثر إصابته بـ«جسم غريب» فى الرأس من ناحية الخلف، وفقاً لتقرير مستشفى الهلال الذى استقبله حينها مساء يوم الأحد، وكذلك تقرير النيابة التى قامت بمعاينة المريض، لكن إخوته وخاله يؤكدون أنه أصيب بطلق نارى «وإلا لماذا تمكنت الرصاصة أو الجسم الغريب كما يقول المستشفى من اختراق جمجمته والاستقرار فى قاع المخ؟»، يتساءل محمد نجيب، شقيق أحمد الأكبر. اليوم الأخير لأحمد قضاه بين شقة أخيه المقبل على الزواج وتناول الغداء مع أسرته، وأخيراً التنزه مع صديقه أيمن حين تلقى الرصاصة التى استقرت بقاع جمجمته لتميته «إكلينيكياً»، يقول محمد نجيب، شقيق أحمد الأكبر: «والده متوفى منذ سنوات، وهو واحد من الأشقاء الذين يعملون وينفقون على البيت والأسرة، ووالدته كبيرة السن، كنت يومها قد التقيته وطلبت منه أن يباشر أعمال الصنايعية فى شقتى التى أقوم بتوضيبها استعداداً لزواجى، فذهب وعاد ليخبرنى أن الصنايعى لن يحضر اليوم، بعد الغداء قال لى إنه سيذهب لصاحب عمله لتقاضى راتبه الأسبوعى، وخرج إلى ميدان التحرير». يقول خالد محمد، خال المصاب أحمد نجيب: «ابن أختى ولد هادئ الطبع بشكل غير طبيعى، ليس ناشطاً سياسياً كما ادعت بعض القنوات الإعلامية، ولا كان يعتاد النزول إلى ميدان التحرير، ولم يسُقه إلى مكان الاشتباكات إلا الفضول، ولم أسمعه يوماً يتكلم فى أمور السياسة أو يعلن تحيزه لفريق سياسى على حساب فريق آخر، فهو ولد صغير كل همه أن يظهر أنيقاً». يقول حسام الجوهرى، صديق أحمد نجيب: «عندما استقبلنا الخبر، صُدمت أمه، وارتبك أشقاؤه الأكبر منهم، أما شقيقه الصغير فقد وجّه سياط اللوم لأيمن صديقه لأنه كان أحد الأسباب للدخول إلى منطقة الاشتباكات، والمشكلة الأكبر أن أحمد عندما حضر إلى المستشفى لم يهتموا بمباشرة علاجه بقدر ما اهتموا بالحصول على بيانات أحمد الشخصية، وحتى عندما اتصلوا بمحمد أخيه الأكبر، سألوه فقط عن اسمه وسنه، وعنوانه وبعض البيانات الأخرى، ولم يخبروه إطلاقاً عن وضعه وحالته الصحية». «بقى أحمد فى المستشفى ليومين إلى الآن، الثلاثاء، لم يتم عرضه على استشارى لمعاينة حالته والنصح بأفضل أسلوب لعلاجه، لا مانع لدينا من الانتظار لحين استقرار حالته لكى تُجرى له عملية استخراج الرصاصة من قاع جمجمته، لكن ليس من المعقول أن يظل هكذا دون أن نعلم ما هى الخطوة القادمة للعلاج، وليس من الطبيعى أن يبقى أحمد على سلم المستشفى ينزف دمه إلى أن يقوموا بملأ بياناته»، يقول محمد نجيب، الشقيق الأكبر لأحمد. انقلب المنزل داراً للنواح عندما وصل خبر وفاة أحمد إكلينيكياً، يقول خال أحمد: «قبل اليوم كنا نعانى من حكومة العادلى، ومن نظام مبارك، فأصبحنا نعانى الآن من نظام أبشع يقتل عيالنا». الوطن |
الساعة الآن 04:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025