![]() |
إِنَّهُ الحَقيقَةُ الَّتي تَجعَلُنا نَنظُرُ إِلى أَنفُسِنا بِنُورِ الله
التَّواضُعُ مَوقِفٌ لاهُوتِيّ: التَّواضُعُ عَلى الصَّعيدِ اللاهُوتِيِّ هُوَ عَكسُ الكِبرياءِ. إِنَّهُ مَوقِفُ الخَليقَةِ أَمامَ اللهِ القُدّوس. فَالمُتَواضِعُ يَعرِفُ أَنَّ كُلَّ ما لَدَيهِ هُوَ عَطيَّةٌ مِنَ الله. يَقولُ بُولُس: "فَمَنِ الَّذي يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيءٍ لَكَ لَم تَنَلهُ؟ فَإِن كُنتَ قَد نِلتَهُ، فَلِمَ تَفتَخِرُ كأَنَّكَ لَم تَنَلهُ؟" (1 قورنتُس 4: 7). المُتَواضِعُ يَرى نَفسَهُ ضَعيفًا (لوقا 7: 10)، أَو حَتّى عَدمًا: "فَإِن ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيءٌ، مَعَ أَنَّهُ لَيسَ بِشَيء، فَقَد خَدَعَ نَفسَهُ" (غَلاطِيَّة 6: 3). وَهُوَ يَعي أَنَّهُ خاطِئ، مِثلُ اعتِرافِ بُطرُس أَمامَ يَسوع: "يا رَبّ، تَباعَدْ عَنِّي، إِنِّي رَجُلٌ خاطِئ" (لوقا 5: 8). لَكِنَّ المُتَواضِعَ المُنفتِحَ عَلى نِعمَةِ الله يُمَجِّدُهُ الرَّبّ: "الرَّبُّ يُفقِرُ وَيُغنِي، يَضَعُ وَيَرفَع" (1 صَموئيل 2: 7). وَلِهذَا يَحُثُّ الكِتابُ المُقَدَّس: "اِزدَد تَواضُعًا لَما ازدَدتَ عَظَمَةً، فَتَنالَ حُظوَةً لَدَى الرَّبّ. لأَنَّ قُدرَةَ الرَّبّ عَظيمَة، وَالمُتَواضِعونَ يُمَجِّدونَهُ" (سِيراخ 3: 20-21). باختصار، التَّواضُعُ، في مَفهومِ يَسوعَ، هُوَ مَوقِفٌ لاهُوتِيّ وَحَياةٌ إِنجيلِيَّة. إِنَّهُ الحَقيقَةُ الَّتي تَجعَلُنا نَنظُرُ إِلى أَنفُسِنا بِنُورِ الله، فَنُعطِيهِ المَجدَ وَنَخدُمُ الإِخوَةَ بِالمَحبَّةِ. |
الساعة الآن 06:46 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025