![]() |
لدي ثمانية أبناء صراخك لا يهزني
في أغسطس 2025، كانت سائحة أمريكية من ولاية كارولاينا الشمالية تتجول مع أسرتها في شوارع البندقية، تستمتع بسحر القنوات المائية وجمال الجسور التي تضج بالزوار. لم تكن تدري أنّ لحظة واحدة كفيلة بقلب رحلتها رأسًا على عقب. بينما كانت تلتقط صورًا لبرج قديم انعكس ضوؤه على صفحة الماء، اقتربت منها مجموعة من المراهقات بخطوات خفيفة، وبحركة سريعة لا تكاد تُرى، خطفن حقيبتها اليدوية التي كانت تحتوي على كل ما تملك: جواز سفرها، أموالها، بطاقاتها البنكية، وحتى سماعاتها اللاسلكية AirPods. شعرت الأم بالذهول لثوانٍ، لكن سرعان ما تحوّل ارتباكها إلى غضب وإصرار. فتحت هاتفها بسرعة، وبدأت تستخدم ميزة تتبع AirPods، تراقب النقاط الصغيرة على الخريطة التي قادتها عبر الأزقة الضيقة المزدحمة. نبضات قلبها كانت تتسارع مع كل خطوة، إلى أن وصلت إلى جسر سياحي تعج به الحشود. وهناك، رأت مجموعة الفتيات المراهقات متجمّعات، والريبة واضحة في حركاتهن. تقدمت نحوهن بلا خوف، وعندما حاولت إحداهن الفرار، أمسكت الأم بشَعرها بقوة، واندفع صراخ المراهقة في أرجاء المكان: "اتركيني! ساعدوني!". لكن الأم، التي رُزقت بثمانية أطفال واعتادت على الضجيج والفوضى اليومية، نظرت إليها بعينين غاضبتين وردّت ببرود قاتل: "لدي ثمانية أبناء… صراخك لا يهزني." المشهد أثار دهشة السياح من حولها، الذين وقفوا بين متردد في التدخل وآخر يكتفي بالمشاهدة. لكن الموقف ازداد خطورة حين قامت مراهقة أخرى بالتقاط زجاجة معدنية وضربت الأم على رأسها، لتسيل الدماء على جبينها وسط صيحات الناس. خلال دقائق، وصلت الشرطة الإيطالية، وفكّت الاشتباك بصعوبة. وبعد تفتيش الفتيات، تمكنوا من استعادة جواز السفر والبطاقات البنكية، لكن الأموال وسماعات AirPods اختفت بلا أثر. كانت الأم تضع يدها على جرح رأسها، تتنفس بعمق وهي تنظر إلى الشرطية التي أعادت إليها أوراقها الرسمية، وكأنها تستعيد جزءًا من كرامتها المسلوبة. أما المراهقات، فقد تم اقتيادهن وسط أنظار الجموع، والهمسات تتعالى بأن ما جرى لن ينسى بسهولة في ذاكرة تلك الليلة الفينيسية. |
الساعة الآن 01:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025