![]() |
شعورًا بالإنسانية في مكان يصعب أن تتوقع فيه أي مساعدة
في قلب صحراء ناميبيا الواسعة، على بعد ساعات من أقرب بلدة صغيرة تُدعى "سوليتير"، توجد ثلاجة وردية اللون تقف وحيدة وسط امتداد الرمال. الثلاجة تعمل بشكل كامل رغم موقعها النائي، حيث تُشغل بواسطة الطاقة الشمسية، وتبقي المشروبات والمياه باردة، كأنها في مطبخ عادي، رغم بعدها عن أي مصدر للكهرباء. للمسافرين الذين يعبرون الصحراء، يمكن أن تكون هذه الثلاجة مفاجأة غير متوقعة. العطش والحرارة الشديدة يجعلانهم متعبين ومرهقين، وأحيانًا مترددين في مواصلة الطريق. عندما يكتشفون الثلاجة، يتوقفون، يفتحون الباب، يجدون زجاجات مياه باردة ومشروبات جاهزة للانتعاش. لحظة بسيطة كهذه قد تمنحهم استراحة، وابتسامة حقيقية بعد ساعات من المشي أو القيادة تحت الشمس الحارقة. الثلاجة من تصميم الفنان المحلي ماكس سيدنتوبف، الذي أراد تقديم تجربة غير مألوفة للعابرين. لم يكن هدفه بيع شيء أو الترويج، بل خلق لحظة تدفع الناس للتوقف وإعادة النظر في البيئة من حولهم. بالنسبة له، مجرد رؤية شخص يتوقف أمام الثلاجة، يملأ الزجاجة بالماء، ويشرب، هي جزء من العمل الفني بحد ذاته. الزوار عادة يلتقطون الصور، يشاركون اللحظة مع الآخرين، ثم يواصلون طريقهم. الثلاجة، رغم بساطتها، تقدم شيئًا مهمًا: الراحة، الدهشة، وربما شعورًا بالإنسانية في مكان يصعب أن تتوقع فيه أي مساعدة. بهذه الطريقة، تستمر الثلاجة في أداء وظيفتها كل يوم، دون تدخل مباشر من أحد، مقدمة مساعدة بسيطة لكنها قيمة للمسافرين العطشى، ومذكّرة الجميع بأن أبسط الأفكار، في أحيان كثيرة، يمكن أن تُحدث أثرًا ملموسًا في حياة الآخرين. |
الساعة الآن 10:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025