![]() |
لهذا فإن اللاهوت يُشار إليه عادة ويُرى في شكل نارٍ
* لا تعجب عندما تقرأ أن الله الآب يقول: [أنا هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ] [24]. مرة أخرى يقول: "تركوني أنا ينبوع المياه الحيَّة" (إر 2: 13). أيضًا الرب يسوع مثل نارٍ يلهب قلوب سامعيه، ومثل ينبوع مياه تبردها. فقد قال بنفسه في إنجيله أنه جاء ليُلقي نارًا على الأرض (لو 12: 49)؛ ويهب ينبوع مياه حيَّة للعطشى (يو 7: 37-38) . * يظهر إشعياء النبي أن الروح القدس ليس فقط نورًا بل أيضًا هو نار، قائلاُ: "وتصير نور إسرائيل نارًا" (إش 10: 17). هكذا يدعوه الأنبياء نارًا حارقة، لأنه في تلك النقط الثلاث التي تعرضنا لهم بتوسُّع نرى عظمة اللاهوت؛ والتقديس الذي للاهوت، والإنارة كسمة للنور والنار، لهذا فإن اللاهوت يُشار إليه عادة ويُرى في شكل نارٍ، وكما يقول موسى: "الله نار آكلة". فإن موسى نفسه رأى النار في العلِّيقة، وسمع الله عندما جاء الصوت من لهيب النار يقول له: [أنا إله إبراهيم، وإله اسحق، وإله يعقوب] (خر 3: 6). خرج الصوت من النار، وكان الصوت في العليقة، والنار لم تؤذها. فالعلِّيقة كانت ملتهبة لكنَّها لم تُستهلك، إذ كان سرّ الرب مُعلنًا، أنَّه يأتي ليُنير أشواك جسدنا، وليس أن يهلك من كانوا في بؤسٍ، بل يزيل بؤسهم. أنَّه ذاك الذي يعمِّد بالروح القدس ونارٍ، فيُعطي نعمة ويحطِّم الخطيَّة (مت 3: 11). هكذا في رمز النار يحفظ الله قصده. القديس أمبروسيوس |
الساعة الآن 09:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025