![]() |
التَّجَلِّي كَانَ عَربونًا لِلقِيامَة وَتَثبِيتًا لِإِيمانِ الرُّسُل
https://upload.chjoy.com/uploads/17502450344441.jpg التَّلامِيذَ لَم يُصَدِّقوا مَا سَمِعوا عَن مَأساةِ الصَّليبِ وَمَوتِ مُعَلِّمِهِم. فَزَجَرَ يَسوعُ بُطرُسَ وَقالَ لَهُ: "انسَحِبْ وَرائي يا شَيطان! فَإِنَّكَ لِي حَجَرُ عَثرَة، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ اللهِ بَل أَفكارُ البَشَر" (متى ١٦: ٢٣). وهُنا يُبَيِّنُ يَسوعُ الحَقيقَةَ العَميقَةَ: " (يوحنّا ١٢: ٢٤). فَالتَّجَلِّي هُوَ تَهيِئَةٌ لِلتَّلامِيذ لِيَتبَعوا يَسُوعَ عَلَى دَربِ الجُلجُثَّة وَرُؤيَةِ القَبرِ الفارِغ. وَيَقولُ أَفرامُ السُّريانيّ: "صَعِدَ بِهِم إِلى جَبَلٍ لِيُظهِرَ لَهُم مَلكوتَهُ قَبلَما يَشهَدوا آلامَهُ وَمَوتَه، فَيَرَونَ مَجدَهُ قَبلَ عارِه". وهٰكَذا ثَبَّتَ حَدَثُ التَّجَلِّي إِيمانَ التَّلامِيذ؛ فَلَولا ذٰلِك لَتَزَعزَعوا بَعدَ إِعلاناتِ يَسوعَ عَن صَليبِهِ (لوقا ٩: ٣١-٣٤). وَثَبَّتَ اللهُ إِيمانَهُم بقولِهِ: "هٰذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضِيت، فلَهُ اسمَعوا" (متى ١٧: ٥). فَقَوَّى إِيمانَهُم بِيَسوعَ إِلهًا بِقولِهِ: «هٰذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ»، ومُعَلِّمًا بِقولِهِ: «فلَهُ اسمَعوا». وفي الواقِع بَعدَ انتِهاءِ الرُّؤيَا بَقِيَ الإِيمان: "فَرفَعوا أَنظارَهم، فلَم يَرَوا إِلّا يَسوعَ وَحدَه" (متى ١٧: ٨). إِذًا، التَّجَلِّي كَانَ عَربونًا لِلقِيامَة وَتَثبِيتًا لِإِيمانِ الرُّسُل، بَينَ نُورِ المَجدِ وظُلمَةِ الصَّليب، ليَفهَموا أَنَّ طَريقَ المَجدِ يَمُرُّ ضَرورَةً بِطَريقِ الجُلجُثَّة. |
الساعة الآن 02:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025