منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   أَهمِّيَّةُ التَّجَلِّي لِشَخصِ يَسُوعَ المَسِيح (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1132841)

Mary Naeem 12 - 08 - 2025 01:36 PM

أَهمِّيَّةُ التَّجَلِّي لِشَخصِ يَسُوعَ المَسِيح
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174983040987791.jpg


أَهمِّيَّةُ التَّجَلِّي لِشَخصِ يَسُوعَ المَسِيح

تُعلِنُ رِوايَةُ التَّجَلِّي حَقيقَةَ يَسُوعَ كَابنِ اللهِ الَّذي طالَ انتِظارُه، فهُوَ «شُعاعُ مَجدِه وصُورَةُ جَوهَرِه" (عِبرانيِّين ١: ٣). فلم يَكُنْ يَسُوعُ مُجرَّدَ واحدٍ مِنَ الأَنبِياءِ، بَلِ ابنَ اللهِ الوَحيدَ الَّذي يَفوقُ سُلطانَهُم وقُوَّتَهم.

إِنَّ التَّجَلِّي يَكشِفُ لاهُوتَ يَسُوعَ المَسِيح وَمَجدَهُ أَكثَرَ بِكَثيرٍ مِمَّا حَدَثَ في قانا الجَليل عِندَ تَحويلِ الماءِ خَمرًا؛ فالتَّجَلِّي هُوَ آيَةٌ داخِلِيَّة، أَمَّا تَحويلُ الماءِ خَمرًا فَهُوَ آيَةٌ خارِجِيَّة. التَّجَلِّي هُوَ وَحيٌ لِمَجدِ ابنِ اللهِ، كَما فَهِمَ التَّلامِيذُ لَمّا «سَقَطوا عَلى وُجوهِهِم، وقَدِ استَولى علَيهِم خَوفٌ شَديد» (متى ١٧: ٦).


إِلَّا أَنَّ هٰذا المَجدَ المَخفيَّ يَنَكِشِفُ كُلِّيًّا في القيامة وفي عودةِ يَسُوعَ في آخِرِ الأَزمِنَة: "فَسَوفَ يَأتي ابنُ الإِنسانِ في مَجدِ أَبيهِ ومعَهُ مَلائكتُه، فيُجازي يَومَئِذٍ كُلَّ امرِئٍ على قَدْرِ أَعمالِه. الحَقَّ أَقولُ لكُم: مِنَ الحاضِرينَ ههُنا مَن لا يَذوقونَ الموتَ حتَّى يُشاهِدوا ابنَ الإِنسانِ آتِيًا في مَلَكوتِه" (متى ١٦: ٢٧-٢٨).


إِذًا، يُعَدُّ التَّجَلِّي اسْتِباقًا في حياةِ يَسُوعَ عَلى الأَرضِ لِلمَجدِ الَّذي سَيَتَمَتَّعُ بِه بَعدَ موتِه، ويَراهُ تَلاميذُهُ آتِيًا في مَلكوتِه. وهُوَ عَربونُ مَجدِ المَسيحِ الإِلهِيِّ الكامِل الَّذي سَيَظهَرُ في مَجيئِه النِّهائيّ.

ولَيسَ المَجدُ في نَظرِ يَسُوعَ هُروبًا مِنَ الواقِع، بَل نُورًا يُضيءُ طريقَ المَوت. فمَتّى الإِنجِيليُّ رَبَطَ حَدَثَ الآلامِ والتَّجَلِّي بِظَرفٍ زَمَنيٍّ دَقيق: «وبَعدَ سِتَّةِ أَيَّام» (متى ١٧: ١)، فَكانَ التَّجَلِّي جَوابًا مِنَ الآبِ على إِعلانِ يَسُوعَ آلامَه وسَيرِه على دَربِ الجُلجُثَّةِ والقَبرِ الفارِغ. إِنَّهُ خَبَرٌ مُسْبَقٌ عَن القيامة.

ويُؤكِّدُ لوقا أَنَّ الحِوارَ الَّذي دارَ بَينَ يَسُوعَ ومُوسى وإيليّا كانَ حَولَ «رَحيلِ يَسُوعَ» أَي حَولَ آلامِه ومَوتِه وقِيامَتِه (لوقا ٩: ٣١). وهٰكذا رَبَطَ حَدَثَ التَّجَلِّي مُباشَرَةً بِفِصحِ الرَّبِّ، أَي عُبورِه بِالصَّليبِ مِن حياةِ الذُّلِّ إلى حَياةِ المَجد. ولِذٰلكَ تَرفَعُ الكَنيسةُ صَلاتَها في مُقدِّمَةِ عِيدِ التَّجَلِّي: "كانَ التَّجَلِّي لِيُثبِتَ بِشَهادَةِ الشَّريعَةِ والأنبِياءِ أَنَّ على يَسُوعَ المَسيحِ أَن يُعانيَ الآلامَ فيَدخُلَ في مَجدِ القِيامَة".




الساعة الآن 06:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025