منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   الإحساس بالوجود في حضرة الله بالمسيح كفيل أن يُعطي الإنسان سلاماً قلبياً (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1120808)

Mary Naeem 17 - 06 - 2025 11:44 AM

الإحساس بالوجود في حضرة الله بالمسيح كفيل أن يُعطي الإنسان سلاماً قلبياً
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg
يدعونا القديس بولس الرسول بإلحاح سرِّي لا يفهمه إلا الواصلون بالروح لسرِّ الوجود الإلهي: «إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس» (كو 3: 1)، الذي معناه أن القيامة وحدها لا تكفي.
فبعد القيامة هناك أمجاد الوجود في الحضرة الإلهية حيث جلس المسيح - بنا - عن يمين الآب رهن طلب الذين أحبوا المسيح ولم يطيقوا أن يبقوا بدونه أبداً.

فحيث المسيح يوجد الآن يكون لنا حق الوجود. وطلبنا هذا هو من صميم طلب المسيح نفسه ومسرته التي سبق وأن ألحَّ على الآب أن يمنحها لنا كلما طلبناها،

لأنها صارت من حقِّنا بسبب بشريتنا التي اتحد بها بوفاق وحبٍّ وعهد أن لا يخلعها أبداً ولا يهجرها إطلاقاً ولا ينساها لحظة واحدة أو طرفة عين!


أما أن «نطلب ما فوق حيث المسيح جالس»، فهو أن نطلب الوجود الدائم في حضرة الله، الذي صار لنا حقّاً أبدياً في المسيح، نطلبه الآن كطلب بدموع وإلحاح.
فإذا ما أخذناه لا يعود يُنزع منا لأنه نصيبنا المحفوظ لنا في السموات، الذي لا يتدنس قط بسبب قصورنا بعد، ولا يضمحل أبداً بسبب اضمحلال كياننا الجسداني.


والوجود في حضرة الله، بإحساس الاتحاد بالمسيح الذي أكمله فينا ولنا مجاناً، هو سر السعادة التي وفرها المسيح لنا في وسط أحزان العالم وبرغم كل عجز البشرية وقصورها المحزن والمؤلم.


الإحساس بالوجود في حضرة الله بالمسيح كفيل أن يُعطي الإنسان سلاماً قلبياً يفوق العقل بكل اضطراباته وعجزه.


ولكن هذه الحضرة ليست مسرة نلهو فيها، بل هي عينها الصلاة، الصلاة في ملء حرارتها وهدوئها ورزانتها، الصلاة الكاملة

التي فيها يهدأ الجسد وترتاح النفس وتبتهج الروح بذكر الثالوث وتمجيد الآب وترديد اسم المخلص ونداء الروح القدس بتواتر ورجاء ودالة مستمدة من الصليب والدم المسفوك.


الساعة الآن 05:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025