منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شبابيات الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=91)
-   -   كيف يعرّف الكتاب المقدس الحب الحقيقي في العلاقة الرومانسية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1115302)

Mary Naeem 19 - 05 - 2025 04:51 PM

كيف يعرّف الكتاب المقدس الحب الحقيقي في العلاقة الرومانسية
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174766135247361.jpg




كيف يعرّف الكتاب المقدس الحب الحقيقي في العلاقة الرومانسية

يقدم لنا الكتاب المقدس فهمًا عميقًا ومتعدد الجوانب للحب الحقيقي، فهمًا يتجاوز مجرد العاطفة أو الانجذاب الجسدي. مع أن الكتاب المقدس لا يستخدم مصطلح "الحب الرومانسي" صراحةً، إلا أنه يُزودنا برؤى ثاقبة حول طبيعة الحب التي ينبغي أن تُميز جميع علاقاتنا، بما فيها الرومانسية.

لعلّ أشهر آية في الكتاب المقدس عن الحب موجودة في رسالة كورنثوس الأولى ١٣، والتي تُعرف غالبًا بـ"فصل الحب". هنا، يصف الرسول بولس الحب بهذه العبارات الجميلة: "المحبة صبورة، المحبة لطيفة. لا تحسد، ولا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا تُهين الآخرين، ولا تسعى وراء مصالحها الخاصة، ولا تغضب، ولا تذم أحدًا" (كورنثوس الأولى ١٣: ٤-٥). يرسم هذا الوصف صورةً للحب الذي لا أنانية فيه، ودائم، ويركز على خير الآخرين.

في العهد القديم، نجد مثالاً مؤثراً للحب الرومانسي في نشيد الأنشاد. يحتفي هذا السفر بالجوانب الجسدية والعاطفية للحب بين الرجل والمرأة، مذكراً إيانا بأن الله يبارك الجانب المبهج والعاطفي في العلاقات الرومانسية. وكما يقول: "مياه كثيرة لا تطفئ الحب، والأنهار لا تجرفه" (نشيد الأنشاد 8: 7)، نرى حباً قوياً لا يتزعزع.

ومع ذلك، فإن الحب الحقيقي، كما يُعرّفه الكتاب المقدس، يتجاوز المشاعر والشغف. إنه متجذر في الالتزام والتضحية. يقول لنا يسوع نفسه: "ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يبذل الإنسان نفسه لأجل أحبائه" (يوحنا ١٥: ١٣). وبينما يشير هذا إلى التضحية القصوى، فإنه يُشير أيضًا إلى طبيعة الحب الحقيقي التي تتصف بالتضحية بالنفس في جميع السياقات، بما في ذلك العلاقات العاطفية.

يُعلّمنا الكتاب المقدس أيضًا أن الحب خيارٌ وفعل، وليس مجرد شعور. في كولوسي ٣: ١٤، يُطلب منا أن "نلبس المحبة"، مما يوحي بأن المحبة فعلٌ نمارسه وننميه بنشاط. وهذا يتماشى مع المفهوم العبري "hesed"، والذي يُترجم غالبًا إلى "المحبة الراسخة" أو "اللطف المُحب"، والذي يعني محبة وفية، وحافظة للعهد، ودائمة حتى في أصعب الظروف.

ينبغي أن يعكس الحب الحقيقي في العلاقة العاطفية محبة الله لنا. وكما كتب يوحنا: "نحن نحب لأنه أحبنا أولاً" (١ يوحنا ٤: ١٩). إن قدرتنا على حب الآخرين، بمن فيهم شركاؤنا في العلاقة العاطفية، تنبع من تجربتنا لمحبة الله غير المشروطة لنا.

لنتذكر يا أحبائي أن المحبة الحقيقية، كما يُعرّفها الكتاب المقدس، ليست أنانية أو عابرة. بل هي صبور في المحن، ولطيف في الخلافات، ومتواضع في النجاحات، ومتسامح في الإخفاقات. إنها تسعى إلى الخير الأسمى للحبيب، حتى لو كان ذلك على حسابها الشخصي. إنها انعكاس لشخصية الله، فكما يقول لنا يوحنا: "الله محبة" (١ يوحنا ٤: ٨).

بينما نخوض غمار علاقاتنا العاطفية، فلنسعى جاهدين لتجسيد هذا الفهم الكتابي للحب الحقيقي - حب عميق، راسخ، غير أناني، ومتجذر في علاقتنا مع الله. فبفعلنا ذلك، لا نُثري علاقاتنا الأرضية فحسب، بل نشهد أيضًا على القوة التحويلية لمحبة الله في حياتنا. هذا تعريف الحب يدعونا إلى التحلي بالصبر والمغفرة والرحمة في تفاعلاتنا مع شركائنا، والسعي لبناء بعضنا البعض بدلًا من هدم بعضنا البعض. عندما نتبنى هذا الفهم للمحبة، فإننا نخلق أساسًا لعلاقاتنا التي يمكن أن تصمد أمام أي عاصفة وتنمو بقوة مع مرور الوقت. في نهاية المطاف، عسى أن تعكس علاقاتنا المحبة التي أظهرها الله لنا، وعسى أن نسعى باستمرار لتجسيد هذه المحبة في تصرفاتنا تجاه شركائنا.


الساعة الآن 09:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025