منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم المواضيع المسيحية المتنوعة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=154)
-   -   وقف الكل في ذهول حين رأوا أليشع النبي يلقي قطعة خشبة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1110574)

Mary Naeem 27 - 04 - 2025 06:26 PM

وقف الكل في ذهول حين رأوا أليشع النبي يلقي قطعة خشبة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174557942848681.jpg

فَقَالَ: ارْفَعْهُ لِنَفْسِكَ.
فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ. [7]
وقف الكل في ذهول حين رأوا أليشع النبي يلقي قطعة خشبة، فتطفو رأس الفأس الحديدية. قال أليشع النبي للمسئول عن تدبير حياتهم: "ارفعه لنفسك، فمدّ يده وأخذه".
لم يعرف أليشع مكان سقوط الحديد، لكن الله وهبه أن يطرح عود خشب فطفا الحديد. كان العود كالشجرة التي طرحها موسى في ماء مارة، فصار عذبًا (خر 15: 25)، والملح الذي طرحه أليشع في النبع في أريحا فأبرأه. لم يكن لهذه الآلات قوة في ذاتها، إنما كانت قيمتها في كونها رموزًا لصليب رب المجد يسوع.
قد يعترض البعض هل هذه القطعة من الحديد تستحق عملاً معجزيًا؟ في الحقيقة إن ما وراء هذا العمل تهيئة القلوب لإدراك سرّ الصليب وقوته.
v أي شيءٍ أكثر وضوحًا من سرّ هذه الخشبة؟! لقد غرق عناد العالم في أعماق الخطأ، وقد تحرر بالعماد بخشبة المسيح أي بآلامه، حتى أن ما قد سبق فهلك خلال الشجرة في آدم، قد أُصلح خلال الخشبة في المسيح؟... هذه الخشبة مرة أخرى حملها إسحق بن إبراهيم شخصيًا لأجل تقديمه ذبيحة عندما أمر الله أن يُقدِّم ذبيحة لأجله.
العلامة ترتليان
v إن كان الحطب الذي من طبعه الخفة لما أُلقي في الماء في أيام أليشع أخرج الحديد من طبعه الثقيل [16]، فكم بالحري يُرسِلُ الرب إلينا روحه الخفيف النشيط الصالح السماوي وبواسطته يُخرِجُ النفس التي غطست في مياه الإثم، ويُصيِّرها خفيفة، ويرفعها على جناحه تجاه أعالي السماء، ويُغَيِّر طبيعتها الأصلية تغيُّرًا كاملاً.
وكما أنه في الأمور المنظورة لا يقدر أحد من نفسه أن يجتاز البحر ويعبره، إلاَّ إذا كان له قارب خفيف مصنوع من الخشب يسير على المياه، لأن من يزعم أن يسير على البحر يغرق ويهلك، هكذا لا يمكن للنفس أن تعبر بذاتها بحر الخطيئة المُرّ وتعلو عليه، وتجتاز الهُوّة الصعبة التي هي هُوَّة قوات الظلمة الخبيثة في الهواء، إلاَّ إذا أحرزت روح المسيح اللطيف السماوي الخفيف الذي يسير بها، ويعبر بها من كل خبثٍ. بواسطة هذا الروح يمكنها أن تصل إلى ميناء الراحة السماوية من معبر ضيّق إلى مدينة الملكوت.
القديس مقاريوس الكبير
v يبدو أن الفأس الذي سقط يشير إلى آدم أو إلى الجنس البشري كله. لذلك فإن ابن الأنبياء أمسك بالفأس في يده، لأن ربنا ومخلصنا في يد قوته الجنس البشري الذي خلقه. وكما سقط الفأس من يد النبي في الماء، هكذا خلال الكبرياء الذاتي سقط الجنس البشري، وغطس في نهر الانغماس في الملذات ومياه كل خطية. هكذا سقط الفأس في الماء، لأن الجنس البشري سقط في أعماق كل الرذائل في دمار مُحزِن. كما كُتِبَ: "غَرِقْتُ... إِلَى أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ، وَالسَّيْلُ غَمَرَنِي" (مز 69: 2). يشير النهر الذي سقط فيه الفأس إلى الملذات أو الانغماس في ملذات هذا العالم العابر والزائل والمنحدر إلى الأعماق...
عند مجيء أليشع ألقى قطعة خشب فطفا الحديد. ماذا يعني إلقاء قطعة خشب وظهور الحديد في النور إلاّ صعود الجنس البشري من عمق الهاوية وتحرره من وحل كل الخطايا بسرّ الصليب؟...
بعد أن طفا الحديد وضعه النبي في يده لكي يصلحه ويرده إلى عمله النافع لسيده.
v هكذا أيضًا حدث لنا أيها الإخوة الأعزاء. نحن الذين سقطنا من يد الرب بالكبرياء، استحققنا أن نعود ثانية إلى يده وقوته خلال خشبة الصليب. لذلك ليتنا نجاهد بمعونته قدر ما نستطيع حتى لا نسقط ثانية من يده خلال الكبرياء.
بدون أي استحقاق صالح ذاتي لنا جُبلنا من الظلمة إلى النور، دُعينا من الموت إلى الحياة، استرددنا الطريق الحق عِوَض الأخطاء الكثيرة. لهذا ليتنا نسرع ونملك نور الحياة ولا نهمل أيام الخلاص العابرة.
ليتنا لا نبتهج بالعذوبة الفاسدة وأفراح العالم الخطيرة للغاية، لئلا نسقط ثانية من الأعمال الصالحة وطريق البرّ كما من يد الرب، مُسرعين إلى نهر هذا العالم الشرير...
لنصغِ إلى قول الرسول: "إن كنتم قد قمتم مع المسيح، فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله؛ اهتموا بما فوق" (كو 1:3-2). لماذا يقول: "إن كنتم قد قمتم" ما لم نكن قد سقطنا؟
وفى موضع آخر يقول نفس الرسول: "استيقظ أيها النائم، وقم من الأموات فيضيء لك المسيح" (أف 14:5). ألا يبدو لكم أنه يصرخ إلى الفأس الذي سقط في الوحل؟ يقول استيقظوا أيها النيام في المياه العميقة، فيضيء لكم المسيح خلال سرّ الصليب.
الأب قيصريوس أسقف آرل


الساعة الآن 02:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025