منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شخصيات الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   سدّ احتياج المرأة العظيمة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1109987)

Mary Naeem 24 - 04 - 2025 11:06 AM

سدّ احتياج المرأة العظيمة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174542853256951.jpg


سدّ احتياج المرأة العظيمة

11 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ وَمَالَ إِلَى الْعُلِّيَّةِ وَاضْطَجَعَ فِيهَا. 12 فَقَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: «ادْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. 13 فَقَالَ لَهُ: «قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هذَا الانْزِعَاجِ، فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟ هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟» فَقَالَتْ: «إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسْطِ شَعْبِي». 14 ثُمَّ قَالَ: «فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟» فَقَالَ جِيحْزِي: «إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ». 15 فَقَالَ: «ادْعُهَا». فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. 16 فَقَالَ: «فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا». فَقَالَتْ: «لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ اللهِ. لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ». 17 فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْنًا فِي ذلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ، كَمَا قَالَ لَهَا أَلِيشَعُ.

وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ،
وَمَالَ إِلَى الْعُلِّيَّةِ، وَاضْطَجَعَ فِيهَا. [11]
فَقَالَ لِجِيحَزِي غُلاَمِهِ: ادْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ.
فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. [12]
كلمة "غلامه" هنا تُطلق على إنسان تحت التدريب، أكثر منه إنسان يهتم بالخدمة. هذا التعبير أُطلق أيضًا على أليشع نفسه في علاقته بإيليا النبي (1 مل 19: 21). لكن للأسف فإن جيحزي أثبت بتصرفاته أنه ليس أهلاً أن يخلف أليشع النبي كما خلف أليشع إيليا.
v للنار الإلهية غير المادية فاعليتها لإنارة النفوس وتمحيصها كما يمتحن الذهب النقي بنار البوتقة. لكنها (النار الإلهية) تحرق كل شرٍ مثل الأشواك والقيود "لأن إلهنا نارٌ آكلة" (عب 12 : 29) [معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، في نار لهيب، وللذين لا يطيعون إنجيله] (2 تس 1: 8)... هذه النار ظهرت لموسى في العليقة، وظهرت في شكل المركبة التي اختطفت إيليا من الأرض [11]. وداود المبارك كان يطلب فاعلية هذه النار حينما قال: [امتحني يا رب، وجربني، محِّص كليتي وقلبي] (مز 26 : 2).
القديس مقاريوس الكبير
قَالَ لَهُ: قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هَذَا الاِنْزِعَاجِ،
فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟
هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟
فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسَطِ شَعْبِي. [13]
كان أليشع كريمًا يود أن يرد لكل مَن يعمل له خيرًا خِدمة يحتاج إليها. هذا واضح من حديثه أن الملك مع كونه شريرًا، لكنه هو ورئيس جيشه كانا يَعتَبِرَان أليشع ويسمعان له (2 مل 3: 12؛ 6: 9، 21؛ 13: 14). لم يستغل محبة المرأة العظيمة، إنما سألها إن كان يقدر أن يخدمها لدى الملك أو أحد رجال الدولة. فقد تدرب ألا يمتنع عن أن يأخذ، ولكنه وهو يأخذ يرد العطاء بالعطاء، والحب بالحب العملي.
تدعو الكنيسة الله "صانع الخيرات"، فإنه مُبادِر بالعطاء لمحبيه ولأبنائه. هكذا أراد أليشع مثل إلهه أن يُقدِّم خيرًا للمرأة الشونمية. إنها لم تسأله شيئًا، بل بادر يسألها ماذا تطلب. كان مستعدًا أن يطلب من أجلها لدى الملك أو قائد الجيش. هكذا يليق بكل مؤمنٍ أن يبادر بكل قلبهِ ليعطي دون أن يسأله أحد.
v بذل عناية فائقة لاحتياجات (المصارعين) الزمنية والروحية. اسمعه كيف يناشد الجميع بخصوص امرأة واحدة، فيقول: "أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا، كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا" (رو 16: 1-2). وأيضًا: "أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ اسْتِفَانَاسَ أَنَّهُمْ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ، وَقَدْ رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ، كَيْ تَخْضَعُوا أَنْتُمْ أَيْضًا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ" (1 كو 16: 15-16).
من خصائص محبة القديسين، مساعدة الآخرين في الأمور الزمنية، فأليشع النبي ساعد المرأة التي استضافته ماديًّا وروحيًّا (2 مل 12:4)، فقال لها: "هوذا قد انزعجتِ بسببنا كل هذا الانزعاج، فماذا يُصنع لكِ، هل لكِ ما يُتكلم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش؟" [13]
القديس يوحنا الذهبي الفم
v بإيمانها أظهرت لزوجها الطريق، وصنعت لذلك القديس (أليشع) مسكنًا مقدسًا في بيتها.
بنفسها المُحبة التي كانت ساكنة لدى الله، قالت لزوجها: إن نبي الرب قديس.
ونظرًا لوجود التمييز والإيمان فيها، أمكنها أن تعرف ذلك القديس كما هو.
وأعطت النصيحة، وسمع الرجل للمؤمنة، وأعدَّا مكانًا ليحل النبي عندما يَعبُرُ.
كان النبي أيضًا فطنًا مثل الله، وقد أراد أن يكافئ الصالحين على أفعالهم الصالحة.
رأى العلّية التي أتقناها له حسب إرادته بفقرٍ وتجردٍ وعفافٍ.
واستعد ليجازيهم خيرًا كما يجازي الله أعمال أحبائه الصالحة.
ولئلا ينكر النبي تعب الإيمان، طلب أن يكافئ محبتها التي بها أُكرم.
دعاها النبي ليستفهم منها ماذا يعطيها، لتقول له ماذا تطلب منه فيعطيها.
هكذا يعطي الله أيضًا من يطلب منه، ويريد أن يستجيب كل سؤال من السائلين.
بنفس الفكر استعد نبي الرب ليعطيها ما تسأله، لأنها خدمته.
استفهم منها: هل تطلب منه بأن يقول عنها كلمة للملك أو لقائد الجيش فتنال مساعدة.
القديس مار يعقوب السروجي
ثُمَّ قَالَ: فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟
فَقَالَ جِيحَزِي: إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ. [14]
لم تذكر المرأة أنها عاقر، ليس لها ابن، ربما لأنها قد قطعت كل رجاء في ذلك. غير أن جيحزي أدرك مشاعر سيدة عاقر متزوجة رجلاً قد شاخ، لا يوجد من يُشبِع أمومتها ولا من يرثها وهي غنية. لذا سأل النبي لا أن يخدمها لدى الملك أو لدى أحد رجال الدولة العظماء، بل لدى الله نفسه، القادر وحده أن يهبها ابنًا. آمن جيحزي بالله إله المستحيلات، المتخصص في الأمور المستعصية.
قال أنبا إشعياء: "قال لي أنبا بفنوتيوس: كنتُ أقوم بزيارة الأبوين الشيخين أنبا أنوب وأنبا بيمين طيلة حياتهما مرتين في الشهر. وكانت قلايتي تبعد عنهما اثني عشر ميلاً، وكنتُ أسألهما عن جميع أفكاري، فكانا يقولان لي هذا: لا تعمل لك اسمًا في المكان الذي تسكن فيه، فتجد راحةً، فالمرأة الشونمية استضافت أليشع النبي لأنه لم يكن لها انشغال شديد برجلها (2 مل 4: 14-17). ونحن نقول إنّ المرأة الشونمية هي النفس وأليشع هو روح الله، فإذا أقامت النفس بعيدًا عن الطياشة يفتقدها الروح، وحينئذٍ تستطيع أن تلد هذه التي كانت من قبل عقيمة."


16فَقَالَ: ادْعُهَا.
فَدَعَاهَا فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. [15]
فَقَالَ: فِي هَذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ، تَحْتَضِنِينَ ابْنًا.
فَقَالَتْ: لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ الله!
لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ! [16]
ظنت المرأة الشونمية أنه يكذب عليها، ليس عن عمدٍ، لكن مع محبته وإخلاصه واشتياقه أن يخدمها، فيطلب لها ابنًا، غير أنه عاجز عن تحقيق هذا الوعد، لأنه ليس في سلطانه هكذا. ولعلها دعته هكذا لأنها كانت في حالة إحباط لسنين كثيرة، وشعرت أن ما يعدها به أمر لا يستطيع أحد أن يهبه لها.
إذ علم أليشع النبي بأن المرأة عاقر ورجلها شيخ طُعن في السن، تذكَّر سارة وإبراهيم، وكيف أقام الله لهما ابنًا مباركًا. آمن أليشع بأن الله قادر أن يقيم من مستودع الشونمية الحجري أولادًا لله.
v أراد النبي أن يعطيها ابنًا دون أن تطلبه، إذ لم تسأل ولدًا تناله من الله.
عرف البهيّ بأنها كانت عاقرًا، وزوجها شيخ، فحارب الأمرين وقهرهما.
صارع مع العقم والشيخوخة، وجنى النبي العظيم ثمرة من كليهما...
كانت كلمة الرب في فم ذلك القديس، وكان يسهل عليه أن يصنع أبناء من الحجارة.
ولهذا وعد أن يعطي المرأة العاقر والرجل الشيخ ثمرة، ويبهجهما.
أشرقت من بين شفتيه قوة فاعلة، فلم تقدر الطبيعة أن تعصيه في ما يأمرها.
بثقةٍ وعد المرأة المقفرة، وكما وعد تمَّم الرب، وأعطاها ثمرة.
شبعت العاقر، وفرحت المعوزة بالثمرة، واغتنى البيت بوارثٍ محبوبٍ، وابتهج سكانه.
انتصر أليشع حين أمر، فأثمر الحضن العاقر، وابتهجت الشونمية بابن تحتضنه.
القديس مار يعقوب السروجي
يُقدِّم لنا أليشع النبي مفهومًا حيًا لحياة لوحدة والتأمل. فالوحدة في نظره هي شركة مع الله، مع العمل بروح الرب لحساب ملكوته ولبنيان شعب الله. ليست الوحدة انعزالاً ولا خمولاً ورفضًا للعمل!
v لنقارن بين راحة (أليشع) والآخرين. الآخرون إذ يطلبون الراحة اعتادوا أن يسحبوا أفكارهم من العمل، وأن ينسحبوا من الشركة وصحبة الناس، لكي يبحثوا عن الانسحاب من القرية، أو وحدة الحقول أو من المدينة ليهبوا راحة لعقولهم، وينعموا بالسلام والهدوء.
في الهدوء شق الأردن بعبوره عليه، ففاض الجانب الأسفل، ورجع الجانب الأعلى إلى مصدره. على الكرمل وعد امرأة لم يكن لها بعد طفل، أن يكون لها طفل غير متوقع تحبل به [16]. أقام ميتًا إلى الحياة [34، 35]، وأصلح مرارة الطعام وجعله حلوًا بمزج دقيق به [41]. وإذ تم توزيع عشرين رغيفًا للشعب للطعام، جمعوا الكسر التي تبقَّت بعد أن شبعوا [44]. جعل رأس الفأس الحديدي الذي سقط في نهر الأردن وغطس في الأعماق أن يطفو بوضع يد خشبية في الماء (2 مل 6:6). جعل البَرَص يتحول إلى نقاوة (2 مل 5: 10)، والجفاف إلى مطر (2 مل 3: 17)، والمجاعة إلى وفرة (2 مل 7: 1).
متى يكون البار في وحدةٍ؟ متى كان الله معه على الدوام. متى يُترك ذاك الذي لن ينفصل قط عن المسيح؟ قيل: "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟... فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملاك يفعل ذلك" (راجع رو 8: 35، 38).
القديس أمبروسيوس


فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، وَوَلَدَتِ ابْنًا فِي ذَلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ،
كَمَا قَالَ لَهَا أليشع. [17]
إذ تحقق الحبل في رحم عقيم أو شبه ميت، فإن إنجاب طفل يُمثَّل تمتعنا بالحياة الجديدة في الرب عوض الموت.
v إذ لم يكن ممكنًا لأحد أن يقبل بسهولة أن عذراء تقدر أن تحمل طفلاً، فإنه في البداية أُعطي لنساء عواقر أن يكون لهن هذا؛ ليس فقط عواقر بل وأيضًا نساء كبار (شيخات)... وذلك لتهيئة الطريق للإيمان بأنه يحدث حبَلاً في عذراء.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v كانت المرأة عاقرًا، لكن بصلاة أليشع أنجبت ابنًا. هكذا أيضًا كانت الكنيسة عاقرُا قبل مجيء المسيح، وكما أنجبت هذه ابنًا بصلاة أليشع، هكذا أنجبت الكنيسة الشعب المسيحي عندما جاء إليها المسيح.
على أي الأحوال مات ابن هذه المرأة في غياب أليشع، وهكذا مات ابن الكنيسة أي الأمم بالخطية قبل مجيء المسيح. عندما نزل أليشع من الجبل عاد ابن الأرملة إلى الحياة، وعندما نزل المسيح من السماء عاد ابن الكنيسة أي الأمم إلى الحياة.
الأب قيصريوس أسقف آرل




الساعة الآن 09:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025