![]() |
أن مشيري الملك الحكماء أخبروه عن أعمال الله العجيبة
للقديس أفرآم السرياني تعليق آخر على ذبيحة الابن البكر لميشع ملك موآب، يرى أن مشيري الملك الحكماء أخبروه عن أعمال الله العجيبة، وطلبوا منه أن يُقدِّم أثمن ما لديه لهذا الإله، فقدَّم ابنه البكر، كما قدَّم إبراهيم ابنه، والقاضي يفتاح ابنته، فقبل الله ذبيحة ملك موآب. vلذلك فإن ميشع الذي فقد كل رجاء له في جيوشه، حدث له تغيير كامل ومفاجئ من جهة سؤاله عونًا من الآلهة. فقد رأى أنه لا يمكن لكائنٍ بشري أن يعينه. قال له بعض حكماء بلده أنه من الضروري أن يتوسل طالبًا الرحمة من إله إسرائيل عن طريق ذبيحة غير عادية، تشبه تمامًا ذبيحة إبراهيم أب الإسرائيليين، وقد سُرّ بها الله، وذلك حسب التقليد الذي كان يتجدد بين الكنعانيين (تك 22: 1-18). لقد عرفوا من الجميع الأمر العجيب جدًا الذي حدث أمام كل الموآبيين. إنه ليس أحد إلا (الله) هو الذي جعل المياه تفيض على شعبه في برية أدوم، فإنهم لم يسمعوا قط أو يعرفوا إله آخر يهب عابديه منافع أكثر مما يُقدِّمها هو. لذلك فإن الملك الذي لم يستطع أن ينكر المعجزة التي رآها بعينيه، لم يرد أن يُحرَم من العون الكافي في تلك الظروف الصعبة المحيطة به. لقد تأكد (في رجائه) وترك عبادة الأوثان بالتجائه إلى الله القدير الذي خلق بحرًا جديدًا في البرية. لهذا دعاه الحكماء ونبلاء موآب أن يقدم ذبيحة عظيمة، وهي بكره، عمود بيته، ورجاء مملكته على أسوار المدينة، أمام الجيوش التي حاصرته. لقد أراد أن يرى العبرانيون الذبيحة التي يقدمها لإله إبراهيم، حسب تعاليم إبراهيم. vيقلد الناس الذين يمارسون أعمالاً صالحة، ليس عن حب لهذه الأعمال الصالحة، وإنما لأجل نفعها... سمع ملك موآب عن يفتاح. لكن، إذ كانت ابنته البكر التي ذبحها وليس حيوانًا، لذلك تحنن الله عليه، مع أنه فعل هذا ليس عن حبٍ، وإنما عن ألمٍ. في حالة يفتاح، لو كانت الذبيحة هي أحد خدامه ما كان يبالي به أحد لو أنه قام بذبحه. ولكن لكي لا يقوم البشر بتقديم ذبائح من إخوتهم في البشرية جعل ابنته تلتقي به، حتى يخاف الآخرون من تقديم كائنات بشرية نذرًا لله. القديس أفرام السرياني |
الساعة الآن 05:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025